د.أحمد عمر هاشم: المراجعات الفكرية السبيل للوصول إلى نبذ العنف والقضاء على التطرف الدينى د.سالم عبد الجليل: ما يحدث فى سيناء نابع من رسوخ عقيدة التكفير لدى تلك الجماعات باتت جماعة الإخوان، خاصة " شباب الجماعة " فى حاجة ملحة لعمل مراجعات فكرية للتخلص من الأفكار السلبية والهدامة التى بثتها قيادات متطرفة فى نفوس الشباب. وليس الماضى منا ببعيد، عندما كان الأزهر ركنًا أساسيًا فى عمل تلك المراجعات خلال فترة التسعينيات، والتى بفضلها استتاب العديد من قيادات الجماعات الإسلامية أمثال القيادى ناجح إبراهيم وكرم زهدى ومحمد أبو سمرة وغيرهم ، وتخلوا عن العنف، ونحن فى أمس الحاجة إلى العودة إلى تلك المراجعات التى يقودها الأزهر الشريف للقضاء على العنف والتعصب الخاطئ. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم- أحد علماء الأزهر ورئيس جامعة الأزهر السابق- إن المراجعات الفكرية أمر شرعى للوصول إلى الصواب ونبذ الأفكار الهدامة التى تعصف بالمجتمع بعد أن جنحت غالبية تلك الجماعات إلى تبني أفكار وسياسات تخرج عن نطاق الالتزام بالشريعة والقانون. وأضاف" الفهم الخاطئ لآيات القرآن الكريم كان سببا في انحراف فكر الجماعات الإرهابية التي تكفر المجتمع وتستبيح الدماء، لذا بات على الأزهر وعلمائه مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، وإنقاذ الشباب الذين وقعوا ضحايا لهذا الفكر التكفيري المنحرف. وأكد الدكتور محمد رأفت عثمان -عضو مجمع البحوث الإسلامية- على ضرورة أن تتم المراجعات الفكرية ومبادرات وقف العنف، على أبحاث شرعية تقوم على نهج أهل السنة والجماعة ، ممن تبنوا في مجملها وسطية الإسلام والمعتدل. ويقول الدكتور سالم عبدالجليل -وكيل وزارة الأوقاف الأسبق- :"لا ضرر أن يراجع المرء نفسه فى أمر يخصه أو فى فكرة عامة، فيقر منه ما يراه مقبولا ، ويعدل عما يراه غير مقبول، ولنا فى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدوة والمثل". ودعا جماعة الإخوان، وخص شباب الجماعة، إلى التخلى عن الفكر المتشدد ونبذ العنف، وضرورة العودة إلى التدقيق في مراجعات الجماعة الإسلامية والجهاد، التي أطلقت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، لتصحيح ما لديهم من مفاهيم مغلوطة. واعتبر أن ما يحدث في سيناء هو فكر خاطئ لفهم صحيح الدين وخروج عن النصوص القرآنية والنبوية، حيث إن الإقدام على القتل نابع من رسوخ فكر عقيدة التكفير لدى تلك الجماعات، والتكفير أمر لا يجوز أن يطلق على أحد إلا إذا صدر عنه ما يخرجه عن الإسلام يقينا، لذا فمن الضرورى عودة المراجعات التى ستصل بنا إلى نتائج تعيد المجتمع المصرى إلى منهجه الإسلامى الصحيح .