* هآارتس تطرح تساؤلات حول قيام نتنياهو بحملة عسكرية للفت الانتباه عن المشكلات الداخلية تل أبيب- وكالات: قرر الجيش الإسرائيلي تجميد خطة عسكرية لست سنوات على خلفية الاحتجاجات التي تعصف بإسرائيل ووسط احتمال تغيير الحكومة لأولوياتها في الموازنة العامة، الأمر الذي سيلحق ضررا في استعدادات الجيش للتحديات الأمنية في السنوات المقبلة. وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن جهاز الأمن قرر تجميد الاستعدادات للخطة السداسية التي أعدها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني جانتس للسنوات 2012 – 2018. وأشارت إلى أن إيهود باراك صادق على مبادئ الخطة التي تم استعراضها أمام المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية. وتبين من خلال أقوال جانتس قبل أسبوعين، وقبل القرار بتجميد الخطة، أنها تحتاج إلى تمويل بقيمة 6 مليارات شيكل (حوالي 1.76 مليار دولار) على الأقل على أن يتم تقسيم هذا المبلغ على مدار 6 سنوات. وتبين كذلك أنه على ضوء الأزمة الاقتصادية الأمريكية والتقليص في المساعدات الخارجية التي تمنحها الولاياتالمتحدة فإنه لا يمكن الاعتماد على زيادة حجم المساعدات الأمريكية. وعبر ضباط كبار في قيادة الجيش الإسرائيلي عن تخوفهم من صعوبة استعراض الخطة أمام الحكومة في هذه الفترة والمطالبة بزيادة ميزانية الأمن. ولفتت الصحيفة إلى أن خطط العمل التي يضعها الجيش الإسرائيلي تمتد على مدار عدة سنوات كما أن الميزانيات المتعلقة بها تمتد على سنوات عديدة ولذلك فإن خطة العمل لسنة واحدة قد تسمح بالحفاظ على القدرات العسكرية الموجودة لكنها ليست كافية للقيام باستعدادات لمواجهة تهديدات مستقبلية في مجال تطوير وشراء الأسلحة. وأضافت أنه على ضوء القرار بتجميد الخطة المتعددة السنوات من شأنها أن “تمس بشكل مباشر باستعدادات الجيش الإسرائيلي للتغيرات السياسية الدراماتيكية الحاصلة في الشرق الأوسط”. ومن جانبها، ناقشت صحيفة “هآرتس” إمكانية قيام نتنياهو بشن “حملة عسكرية” خارجية لإنقاذ سلطته من الاحتجاجات عبر لفت الانتباه إلى صراع إقليمي. وذكرت الصحيفة بحرب 67 التي أخرجت إسرائيل من حالة الركود الاقتصادي، والحرب العالمية الثانية التي قالت إنها أخرجت الولاياتالمتحدة من الكساد الكبير. وأشار في هذا السياق إلى أنه في عام 1966 كانت إسرائيل في حالة ركود اقتصادي، وأدت خيبة الأمل واليأس إلى موجة هجرة من البلاد، لدرجة أنه جرى تعليق لافتة في مطار اللد، في عهد رئيس الحكومة ليفي أشكول، كتب عليها “يُطلب من المغادر الأخير أن يطفئ الأضواء”. ولكن بعد مرور أقل من عام واحد انقلبت الأوضاع بشكل تام. ويضيف الكاتب أن التاريخ الحديث شهد حروبا أدت إلى نمو اقتصادي وحولت الأنظار عن المشاكل الداخلية التي أعاقت عمل السلطة. فالولاياتالمتحدة خرجت من الأزمة الاقتصادية (الكساد الكبير 1929) ليس بسبب خطة “نيو ديل” (عرفت باسم “العهد الجديد”) للرئيس فرانكلين روزفيلت وإنما أيضا بسبب الحرب العالمية الثانية التي زادت من طاقات الإنتاج في الاقتصاد الأمريكي. وأضافت الصحيفة أنه منذ بدأت “ثورة: الشعب يريد العدالة الاجتماعية” فإن قليلين تجرأوا على الحديث عن مخاوفهم من إمكانية أن يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو التسبب بأزمة أمنية، مثل التصعيد على الحدود الشمالية أو حملة عسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، وذلك للخروج من الضغوط. وكانت بينهم عضو الكنيست زهافا جلؤون (ميرتس) التي صرحت بأقوال مماثلة لصحيفة “هآرتس” الأسبوع الماضي.