كان "عمرو موسى" يشغل منصب وزير الخارجية الأسبق والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية من أوفر المرشحين حظا للفوز برئاسة مصر العام الماضي حسب أغلب استطلاعات الرأي التي أجريت وقتها، إلا أن النتائج الرسمية كانت مفاجأة بالنسبة للكثيرين حيث حل السيد عمرو موسى خامسا في الانتخابات بحصوله على ما يقارب 11,12 %، بعد أن راهن الكثيرون على فوزه من الجولة الأولى! أو على أقل تقدير أن يخوض جولة الإعادة أمام مرشح آخر. وعقب ثورة الثلاثين من يونيو والإطاحة بمحمد مرسي، عاد الحديث مجددا عن مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية، ومن بين هؤلاء عمرو موسى، رغم أنه قد سبق وأن أعلن منذ أيام عدم رغبته أو نيته الترشح للرئاسة، إلا أنه لا يمكن استبعاده من قائمة الشخصيات التي يحتمل أن تخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، نظرا لما يحظى به من شعبية وتقدير كبيرين خاصة في أوساط الأحزاب الليبرالية، حيث سبق وأن أيده حزب الوفد الليبرالي العريق في السباق الرئاسي العام الماضي إضافة إلى عدد من القوى الأخرى. وفي هذا السياق يرى الدكتور "وحيد عبد المجيد" نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أنه كان من المفترض أن تمنع لائحة لجنة الخمسين لتعديل الدستور أعضاءها من تولي أي منصب عام لمدة 3 سنوات على الأقل، حتى لا يعمل أيا منهم بطريقة تخدم مصالح معينة سواء شخصية أو مصالح جهات أخرى. وأضاف أن لائحة لجنة الخمسين تعتبر "استنساخا" للائحة اللجنة التأسيسية التي أعدت الدستور العام الماضي، التي أغفلت نفس النص "الهام" رغم مطالبات عدد من الأعضاء. وأشار إلى أنه من الواجب أخلاقيا –على حد وصفه- أن يعمل أعضاء لجنة الخمسين – وبينهم عمرو موسى- بهذه القاعدة الراسخة في معظم دول العالم المتقدمة أو الأقل تقدما. وفي سياق متصل أشار الدكتور "سعيد اللاوندي" الكاتب الصحفي والباحث في الشئون الدولية، إلى أنه لا يعتقد أن السيد عمرو موسى يمكن أن يترشح للرئاسة، نظرا لعدة اعتبارات، أولها أن الثورة -سواء 25 يناير أو 30 يونيو- قام بها شباب "ومن حقهم حكم مصر"، مضيفا أن تقدم سن عمرو موسى لا يسمح له بأداء هذا الدور، وأن "دوره كسياسي قد انتهى". وأشار إلى أن كافة الرموز التي تطرح نفسها على الساحة –وبينهم عمرو موسى- لم تعد مناسبة في هذه المرحلة، وشبههم بجماعة الإخوان المسلمين "الذين اختطفوا ثورة الشباب المصري". وأكد أن ابتعاد عمرو موسى عن الساحة لا يعني أن يبخل بآرائه عن الشباب، وأنه بخبرته الكبيرة يمكن أن يكون نبراسا للآخرين، كما هو الحال مع عدد من الرموز العالمية مثل الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك وآخرين. بينما رأى الدكتور "مختار غباشي" رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن كل شيء متوقع في هذه المسألة، وأضاف أن الآن بدأ الحديث عن حملات تدعو عدد من الشخصيات العامة أو المرشحين السابقين للترشح، وآخرها حملة لدعم خالد علي. وشدد على خشيته من تكرار نفس الوجوه مرة أخرى لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشار إلى إمكانية أن يقوم حزب الوفد بتكرار دعمه لعمرو موسى إذا ما قرر خوض السباق الرئاسي مرة أخرى، وأضاف أنه يمكن حدوث توافقا من معظم القوى المدنية والليبرالية على دعمه في هذه المرحلة. بينما رأى أن فرص عمرو موسى في الفوز بالسباق الرئاسي ستكون شبه منعدمة إذا ما تراجع الفريق أول عبد الفتاح السيسي عن موقفه وقرر الترشح للرئاسة. وأضاف أن ترشح الفريق أول السيسي سيجعل الانتخابات "محسومة مبكرا"، حيث أنه صاحب الرصيد الشعبي الأكبر وينظر الكثيرون إليه على أنه الملهم والمنقذ للبلاد.