ركز تقرير صحفي على الدعم المستمر, الذي يناله وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للترشح لمنصب رئيس الجمهورية من شخصيات عامة , وحتى من مرشحين سابقين للرئاسة في انتخابات 2012. وقالت صحيفة "الحياة" اللندنية في تقرير لها في 10 سبتمبر :" رغم أن السيسي نفسه نفى نيته المنافسة على كرسي الحكم, وقال بوضوح في مؤتمر حضره مئات من ضباط الجيش والشرطة : إن شرف حماية إرادة الشعب أحب لدي من شرف حكم مصر، لكن كثيرين في مصر، ومنهم مرشحون رئاسيون سابقون، باتوا يرون فيه الرجل الأوفر حظاً، بل وأعلن بعضهم نيته عدم خوض السباق في حال نافس فيه السيسي, كما أن هناك من أعلن نيته تشكيل لجان تجمع توقيعات تدعو السيسي إلى الترشح للرئاسة". وكان المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي الذي حل ثالثاً في الانتخابات السابقة التي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، توقّع أن يفوز السيسي إن ترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة المقررة بعد شهور قليلة، في تلميح إلى دعم ضمني له، فيما كان الفريق أحمد شفيق، الذي حل ثانيا في الانتخابات السابقة، أكثر وضوحاً، إذ أبدى تأييداً صريحاً للسيسي, وقال في تصريحات لقناة "دريم" في 8 سبتمبر :"إنه لن يخوض الانتخابات إذا ترشح الأخير فيها، وسيكون أول من يدعمه". وشدد شفيق، خلال حواره مع الإعلامى وائل الإبراشي فى برنامج العاشرة مساء على قناة دريم، على أنه لن يخوض الانتخابات في حالة ترشح السيسي للانتخابات، وأنه سيكون وقتها, على رأس الداعمين له. وأضاف شفيق أن النصيحة التي سيوجهها له وقتها هي "استفت قلبك". أما المرشح الرئاسي السابق عمرو موسى الذي جاء في المركز الخامس في الانتخابات الماضية، فقال :"إن السيسي في لحظتنا تلك هو أكثر الناس شعبية في مصر وإذا ترشح فسيفوز باكتساح، وذلك طبقاً للوضع الحالي واللحظة الراهنة". وحسب التقرير أيضا , تنتشر صور السيسي في شوارع مصر، وتتصدر واجهات متاجر عدة، ووصل الأمر إلى حد وضع صورته على بعض المنتجات مثل الشوكولاته أو الميداليات. ونسب التقرير للخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية نبيل عبد الفتاح قوله :"إن الضعف الشديد لقوى المعارضة السياسية وفقدانها أواصر العلاقة العضوية مع الشعب هو ما يدفعهم لترشيح السيسي نظراً إلى طبيعة اللحظة الراهنة التي استطاع فيها أن يحقق بعضاً من الشعبية، بعدما رأت قطاعات واسعة من الشعب أن تجربة الإخوان فشلت في الحكم". وتابع عبد الفتاح "الجيش وقادته اكتسبوا بعضاً من الشعبية نتاج حالة الفراغ السياسي, قوى في المعارضة تشكل ظهيراً سياسياً للجيش في مواجهته مع الإخوان والحركات الجهادية، ويبدو أن عقداً سياسياً ضمنياً مؤقتاً مفاده أن الجيش يدير شئون البلاد بتفويض من بعض القطاعات لتحقيق الاستقرار الأمني ومواجهة أخطار الأمن القومي, لكن هذا العقد استثنائي ومرهون بما سيحدث في الشهور المقبلة". وفي المقابل, فإن ترشيح السيسي في انتخابات الرئاسة قد يعطي فرصة لترويج فرضية أن ما جرى في 30 يونيو الماضي كان انقلاباً عسكرياً للإطاحة برئيس منتخب وتنصيب قائد الجيش بدلا عنه، وهو ما أكسب موقف السيسي الرافض للترشح أهمية خاصة, في رأي عبد الفتاح , الذي يعتقد أن ترشح السيسي يعني أن غالبية الشعارات والانتقادات الموجهة من أمريكا وأوروبا ستكسب بعضاً من الصدقية. لكن عبد الفتاح في الوقت نفسه لا يستبعد تكرار "سيناريو كلاسيكي" يقوم على ترك الضغوط تأتي من خارج المؤسسة العسكرية لدفع قائدها للترشح.
