ذكر الكاتب الصحفي "جيمس تروب" في مقاله بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية اليوم أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أثبت أنه أكثر وزير خارحية "مسلي وترفيهي" قد يتوقعه أي فرد. وقال: إن الوزيرة السابقة "هيلاري كلينتون" تتباهى بإنجازاتها على الرغم من عدم ظهور أي إنجاز في الواقع، أما "كيري"، فقد لا يكون قد أنجز أي شيء على الإطلاق، ولكنه يحاول بالتأكيد، فقبل أي شيء تأتي معاهدة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي يبدو أنه مؤمن ومقتنع بها أكثر من طرفي الأزمة أنفسهم. ويرى "تروب" أنه على عكس "كلينتون"، فإن "كيري" يفقد سيطرته على رسالته في كثير من الأحيان، مثلما حدث عندما كان يحاول طمأنة أعضاء الكونجرس المتشككين بوصف توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بأنها ستكون "صغيرة بشكل لا يصدق"، مضيفًا أن "كيري" يحاول بث شعور بالعاطفة الإخلاقية حول أزمة سوريا، ليس فقط على المشرعين المعاديين واللامبالين له، بل لزملائه الحذرين أيضًا، فبينما كان البيت الأبيض يرد بحذر على الأخبار حول الهجوم الكيميائي الذي حدث في 21 أغسطس وأسفر عن أكثر من 1,400 شخص، وصفة "كيري" هذا لهجوم بالفحش الأخلاقي"، وعندما كان في لندن، استحضر "كيري" في تصريحاته حول سوريا ذكرى محرقة الهولوكوست ورواندا، وعاتب مستمعيه قائلًا: "كل هذه تعتبر دروسًا لنا اليوم". وأشار الكاتب إلى أن اللغة التي يستخدمها "كيري" حول سوريا ليست معتادة أن تسمع من الرئيس الأمريكي "باراك "أوباما" حتى الخطاب الذي ألقاه يوم الثلاثاء، والذي كان حريصًا فيه على التأكيد على مصالح الأمن القومي الأمريكي في وقف انتشار أسلحة الدمار الشامل بدلًا من الالتزامات الأخلاقية بمنع الفظائع الجماعية، وأكثر من ذلك حول هذه النقطة هو رفض "أوباما" على مدى عامين دعوات مستشاريه باستخدام القوة ضد الرئيس السوري "بشار الأسد"، وهو ما وافقت عليه مستشارته للأمن القومي "سوزان رايس"، والتي كثيرًا ما تتحدث عن الالتزام بمنع الأعمال الوحشية. وقال: إنها تدرك أن "أوباما" يواجه الشعب الأمريكي الذي يرغب في عدم سماع أي دعوات للعمل في الشرق الأوسط، وإنه يدرك أنه اذا لم يستطيع إثبات أن التدخل في سوريا يعزز من مصالح الأمن القومي لن توجد لديه فرصة لكسب الدعم للقيام بغارات جوية. وأضاف أنه عندما اختير "كيري" وزيرًا للخارجية من قِبَل "أوباما"، اعتقد عدد قليل من الناس أنهم سيرون سيناتورًا مخضرمًا، فهو سياسي كبير مثل "هيلاري كلينتون"، وكان الشخصية الأبرز في الولاياتالمتحدة التي دعا إلى وضع حد لعزلة النظام السوري.