قال "بيل فان اوكين"، سياسي وناشط فى حزب المساواة الاشتراكي الأمريكي في تقرير له على الموقع البحثي الكندي "جلوبال ريسيرش": إنه للمرة الثانية في عقد من الزمان، تستعد الإمبريالية الأمريكية لشن حرب مبنية على أساس الأكاذيب حول أسلحة الدمار الشامل والقاعدة. وأضاف أن واشنطن غزت العراق فى 2003 لإسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل "صدام حسين" على أساس أنه يمتلك أسلحة دمار شامل، وأنه كان على استعداد لتسليمها إلى تنظيم القاعدة، مشيرًا إلى أن الأسلحة لم تكن موجودة، وأن النظام العراقي كان عدوًّا لتنظيم القاعدة. أما الآن، وبعد عشر سنوات من غزو العراق، تستعد إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للحرب ضد سوريا، استنادًا إلى تقرير مفبرك من قِبَل المخابرات الأمريكية تنسب فيه الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية بالقرب من دمشق في 21 اغسطس إلى حكومة الرئيس السوري "بشار الأسد"، في الوقت الذي تدعى فيه أيضا أن المتمردين يخضعون لسيطرة ديمقراطيين معتدلين مع وجود عناصر قليلة من تنظيم القاعدة، وهو ما يراه الكاتب بأنها كلها ادعاءات كاذبة. ويرى الكاتب، الذي كان مرشحًا للرئاسة الأمريكية عام 2004، أن هناك ثمة ما يدعو للاعتقاد بأن من قام بالهجمات الكيميائبة – التي نفذت في نفس اليوم الذي تم فيه دعوة مفتشى الأممالمتحدة إلى سوريا من قِبَل "الأسد" هم المتمردون أنفسهم لتوفير ذريعة لهجوم أمريكي، حيث أن لديهم كل شيء للاستفادة من هذا التحول بعد اقترابهم من الهزيمة على يد الجيش السوري. وعلق الكاتب على ادعاءات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" حول القوات المناهضة للأسد بأن وكالة أنباء "رويترز" أشارت فى تقرير لها نشرته يوم 5 سبتمبر إلى أن التأكيدات على أن المعارضة السورية المعتدلة تنمو في التأثير مختلفة مع مصادر المخابرات الأمريكية والأوربية، حيث يقولون: إن المتطرفين لا يزالوا هم الأقوى وأفضل تنظيمًا بين المتمردين. وقال: إنه في الوقت الذي كان فيه "كيري" يمجد فى الفصائل الديمقراطية بين المتمردين، فرضت ميليشيات حصارًا على قرية مسيحية في شمال دمشق، واستولوا على أرض مرتفعة وقصفوا مدنيين عزل وكنائس، مشيرًا إلى أن الحادثة كانت الأخيرة من بين فظائع لا تعد ولا تحصى التي تقوم بها المليشيات التكفيرية التي تدعمها الولاياتالمتحدة، والتي تم ضخها في سوريا مع الأسلحة من قِبَل واشنطن وحلفائها بهدف إسقاط نظام "الأسد" وإعادة رسم الخريطة السياسية للشرق الأوسط. وَاضاف أن السبب الرئيس لاندفاع واشنطن للتدخل العسكري المباشر تفكك الجهد بعد الهزائم المتكررة في ميدان المعركة، بالإضافة إلى تصاعد العداء الشعبي والاشمئزاز ضد المتمردين، وأن مقاطع الفيديو التي نشرت أخيرًا على الانترنت كشفت جرائم هؤلاء المقاتلين، مؤكدًا أن العدوان الأمريكي الوشيك ضد سوريا يؤكد تزوير حرب واشنطن على الإرهاب، بمساعدة وتحريض من وسائل الإعلام التى تحجب عمدًا المعلومات التي تتعارض مع دعاية الحرب المريكية. وأشار إلى أن هذا الحجب يكمن وراء التستر على حقيقة أن المخابرات الأمريكية لها علاقة عمل وثيقة مع تنظيم القاعدة وفروعها، وأن أمريكا استخدمت الجامعات الإسلامية اليمينة المتطرفة لقمع اليسار والحركات الاشتراكية القومية في الشرق الأوسط، حيث استخدمت القوات في الإطاحة بحكومة "مصدق" في إيران عام 1953، والانقلاب والقتل الجماعي في اندونيسيا عام 1965، موضحًا أن الأدلة على التعاون الحالي بين المخابرات الأمريكية والقاعدة في سوريا هو دخول أعضاء التنظيم المعروفون لدى المخابرات لأمريكا بحرية ويعملون داخلها في الفترة قبل هجمات 11 سبتمبر.