انتقد المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ عبد المحسن العبيكان مَنْ يرفضون سفر المرأة من دون محرم في وقت يجيزون لأنفسهم سفر الخادمات من بلدان بعيدة بمفردهن للعمل لديهم. واعتبر الشيخ العبيكان أن سفر المرأة من دون محرم، سواء بالطائرة أو غيرها، جائز إذا أمنت على نفسها. وتتناقض فتوى العبيكان مع فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية، والتي تقول إنه لا يجوز سفر المرأة بالطائرة أو بغيرها إلا مع محرم لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم”. وقال العبيكان رداً على هذه الفتوى في حديث لنشرة الرابعة على “العربية”: “هناك من العلماء والأئمة الكبار الذين أفتوا بجواز سفر المرأة في زمن كانت وسائل النقل فيه هي الإبل وغيرها من الدواب ويقطعون الفيافي والصحارى، ومع هذا أجاز جمع من الأئمة أن تسافر المرأة من دون محرم إذا أمنت على نفسها”. وأضاف: “الأحاديث التي وردت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في سفر المرأة من دون محرم وردت أيضاً في صحيح البخاري، حيث قال النبي: “توشك الظعينة أن تسافر من مكة إلى صنعاء لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها”، وهنا أقر النبي سفر المرأة في الزمن الذي يكون فيه العدل وعدم الخوف ووجود الأمن، ولهذا أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) بأنه يجوز للمرأة أن تسافر للحج من دون محرم إذا أمنت على نفسها”. وضرب العبيكان مثالاً آخر بفتوى للشيخ ابن جبرين بجواز سفر المرأة بالطائرة من دون محرم بالشروط التي ذكرها. تناقض الرافضين وكان الشيخ العبيكان استغرب في تصريح أوردته صحيفة “الرياض”، اليوم الثلاثاء، ممّن يحرّم سفر المرأة من دون محرم (على الإطلاق)، متسائلاً: كيف يجيز من يقولون بذلك لأنفسهم استقدام خادمات من الخارج ومن بلدان بعيدة دون محرم؟ مشيراً إلى التناقض العجيب في ذلك لاسيما عندما يمنع مثل هؤلاء الخادمات من الحج بحجة أنهن ليس معهن محرم، ناسياً أنه قد لا يتيسر لهن الحج إذا رجعن إلى مواطنهن، سواء كن بمحرم أو من دونه، في الوقت الذي يجيز فيه هؤلاء سفرهن أصلاً من مسافات بعيدة بلا محرم ليعملن لديهم. وأضاف: لو قلنا باشتراط المحرم دون النظر للعلّة ومع وجود الأمن لضيّقنا على الناس و”أثّمنا” النساء المدرسات اللاتي يذهبن مع سائق كل يوم مسافات طويلة ليقمن بالتدريس في بلدان بعيدة مع كثرتهن، ولضيّقنا كذلك على من يريد لزوجته أن تسافر من مدينة إلى أخرى وهناك من يستقبلها عندما يكون مرتبطاً بعمل. وختم العبيكان حديثه بالقول: نحن إذا نظرنا الى المقاصد في الشريعة الإسلامية لوجدنا أن المشرّع لا يوجد حكماً إلا لعلة وحكمة، وله مقصد في مثل هذا التشريع”.