وقفت كينزا دريدر بتحدى خارج نوتردام ، وهى تعدل نقابها للكشف فقط عن نظرة عينيها . ووقف على الجانب الآخر عشرات من سيارات شرطة مكافحة الشغب وعدة شاحنات .. وكانت السيدة دريدر و مجموعة من النساء الأخريات يرتدين النقاب وجهن الدعوة لمظاهرة سلمية للحصول على حق ” ارتداء ما يشاءون” في اليوم الأول من الحظر الفرنسي على النقاب ، وكان هذا هو أول اختبار. ورصدت صحف عالمية وقائع اليوم الأول لحظر النقاب في فرنسا وردود الأفعال على القرار وتنفيذه وقالت دريدر (32 عاما) , من أفيجنون وهى أم لأربعة أطفال , و يرافقها نحو 10 مؤيدات ” أنا لست هنا للاستفزاز ، و لكن للدفاع عن حرياتي المدنية كمواطنة فرنسية” . وفيما تجمع مجموعة من السياح اليابانيين وتلاميذ المدارس الاسبانية و طواقم التلفزيون للحصول على صورة للمشهد انقضت الشرطة لتطبيق القانون . وخلال حديث دريدر للصحفيين في جامعة نوتردام، تم اقتيادها بعيدا من قبل قوات شرطة يرتدون ملابس مدنية جنبا إلى جنب مع اثنين من منظمي الاحتجاج . وامرأة أخرى ترتدي النقاب عمرها (40 عاما) من إحدى ضواحي باريس امسك بها ضابط بملابس مدنية، وقبض عليها بإحكام ، وسار بها إلى آخر حافلة للشرطة. وقال الضباط أن النساء لم يتم احتجازهم بسبب ارتدائهم النقاب ولكن لان احتجاجهم هنا غير مسموح به . بموجب القانون الذي روج له نيكولا ساركوزي ، فإن أي من ترتدي النقاب ممنوع عليها النزول للاماكن العامة في فرنسا ، بما في ذلك السير في الشارع ، أو استقلال القطار، والذهاب إلى المستشفى أو إحضار أولادها من المدرسة. فالمرأة المنقبة بشكل فعال هي تحت الإقامة الجبرية، ولا يسمح لها بالتواجد إلا داخل مكان للعبادة أو سيارة خاصة ، على الرغم من مخاطر أن تستوقفها شرطة المرور إذا كانت تقود السيارة . من جانبها حذرت أمس عدة اتحادات للشرطة الفرنسية من أن القانون من المستحيل تقريبا فرضه حيث أنهم لن يعطوا أولوية لوقف امرأة ترتدي النقاب تسير في الشارع. حليمة (53 عاما) ، وهي أم من بلدية فيلنوف- سانت- جورج ، والتي ترتدي الحجاب ، تم اعتقالها من قبل لوقوفها بصمت مع تجمع النساء الذين يرتدون النقاب في جامعة نوتردام . وقالت : ” هذه هي المرة الأولى التي احتج فيها على أي شيء أنا لست مؤيدة للنقاب ، وأنا لا ألبسه لنفسي ولكن من الخطأ للحكومة الفرنسية منع النساء من ارتداء الملابس التي يريدونها. فوبيا الخوف من الإسلام ترتفع في فرنسا . أولا كان النقاب، ثم بعد ذلك سوف يكون من السهل حظر الحجاب ”. كما تم اعتقال رشيد نيكلاز ، وهو مطور عقاري وناشط في حقوق الإنسان من ضواحي باريس ، خارج قصر الاليزيه مع امرأة ترتدي النقاب .عرض نيكلاز , الذي نظم احتجاج نوتردام , أن يدفع النساء اللاتي يرتدين النقاب غرامات لكسر القانون . وقال إن الشرطة لم تشأ أن تحذر رسميا المرأة لارتدائها النقاب. والمرأة التي ترتدي النقاب في خطر دفع 150 يورو غرامة أو حضور دروس المواطنة . ولا يمكن للشرطة أن تخلع بالقوة أغطية الوجه في الشارع ولكن يمكن ترتيب النساء في مراكز الشرطة للتحقق من هويتهم. وتقدر الحكومة أنه هناك ما بين 350 و 2000 امرأة يغطين وجوههن في فرنسا، من أصل عدد السكان الإجمالي للمسلمين في فرنسا والذي يتراوح بين أربعة ملايين وستة ملايين مسلم . وتعهدت بعض النساء اللاتي يرتدين النقاب – والعديدات منهن من الفرنسيات المتحولات للإسلام—بمواصلة الاحتجاج وأخذ قضاياهم إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إذا تم توقيفهن من قبل الشرطة ..وانتقلت أخريات إلى خارج البلاد ، في حين أن امرأة واحدة فقط قالت للجرائد الفرنسية أنها أزالت النقاب بصورة دائمة . وقال صاحب محل أن أصحاب محلات الأزياء الفاخرة بالقرب من الشانزليزيه من غير المرجح أنهم قاموا باستدعاء الشرطة لاعتقال السائحات الخليجيات اللاتي يرتدين النقاب .واشتكى أحد التجار من أن هذا من شأنه خلق نظام من مستويين بين السياح الأغنياء والفقراء من الشعب الفرنسي . وقال ايمانويل رو من نقابة الشرطة أن القانون سيكون “من الصعب تطبيقه بشكل نهائي” و” سوف يتم تطبيقه بشكل محدود ” وتم اتهام ساركوزي , الذي وصلت شعبيته إلى أدنى مستوى لها في استطلاعات الرأي التي تجرى استعدادا لانتخابات الرئاسة في العام القادم , بالإساءة إلى المسلمين من اجل زيادة شعبيته بين الناخبين من اليمين المتطرف . فمنذ الإعلان في 2009 أن البرقع (النقاب) ” غير مرحب به في فرنسا ” ، قالت النساء الذين يرتدون جميع أشكال الحجاب (غطاء الرأس) أنه قد زادت الشتائم ضدهم . وقال وزير الداخلية ، كلود غيان، أن ازدياد عدد المسلمين في فرنسا كان مشكلة. وشبهت الجماعات الدينية الإسلامية الفوبيا الحالية من الإسلام في فرنسا بالشعور المعادي لليهود قبل الحرب العالمية الثانية. فرنسا لديها فصل صارم بين الكنيسة والدولة وحظرت الحجاب وحظرت كل الرموز الدينية في المدارس في عام 2004. وقال سامي ديبا , رئيس التجمع الفرنسي ضد فوبيا الإسلام , : ” إن قانون النقاب هو حجة للحد من رؤية المسلمين في الأماكن العامة . وهذا يكشف انعكاس حقيقة الاستعمار الفرنسي القديم في أن العرب والسود لا يفهمون إلا بالقوة ولا يمكنك التحدث إليهم.” بينما يقول منتقدون أن الرئيس الفرنسي يحاول جذب الناخبين اليمينيين من خلال التركيز على المسلمين . ويتساءل البعض عما إذا سيكون حتى من الممكن أنفاذ هذا القانون، وانتشرت يوم الاثنين الاحتجاجات في الشوارع ضد قانون حظر النقاب وحتى أدت إلى حدوث اعتقالات. وضاحية اوبرفيرلرس في باريس , وهى الضاحية التي تضم المسلمين بصورة رئيسية قال رشيد زايرى أنه بالنسبة للجزء الأكبر كونك مسلما في فرنسا كان أمرا طيبا ولكن في السنوات القليلة الماضية كان هناك ارتفاع في المواقف السياسية ضد الإسلام وحظر النقاب (البرقع) كان مجرد جزء من ذلك. قال زايرى ” نحن لا نشعر أن هذا القانون صادقا ، ولكن هذا لا يعني أننا مؤيدين للنقاب ” , وأضاف ” نحن نعتقد آن القانون هو مجرد حجة ليقول للشعب الفرنسي احترسوا في أنه هناك عدد متزايد من السكان المسلمين الذين ينبغي أن تكونوا خائفين منهم .” عدد قليل نسبيا من المرتدين للنقاب كان موجودا داخل المسجد ، في الجزء المخصص للنساء ، كانت كل امرأة ترتدي ملابس فضفاضة وطويلة وغطاء للرأس . حتى الآن لا يوجد سوى عدد قليل من الذين يرتدون النقاب – وهو حجاب يغطي كامل الوجه فيما عدا فتحة للعينين. حتى من تقديرات الحكومة الفرنسية نفسها، فان أقل من 2000 امرأة في جميع أنحاء البلاد هم الذين يرتدون النقاب. ومن بين النساء في المسجد كانت توجد سمية (22 عاما) ، والتى لم ترغب في أعطاء أسم عائلتها, وقالت سمية ” أشعر وكأنني أقوم بعمل شيء أسمى،” وأضافت ” أنا أرتدي النقاب من اجل الله ومن اجل زوجي، حتى يكون الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يراني ويكون قادرا على تقدير وجهي ” وأضافت سمية أنها إذا خلعت النقاب ، سيكون لأنه لا يوجد لديها خيار أخر . لكنها قالت إن الحكومة الفرنسية بذلك تتعدي على حريتها الشخصية. بينما سارة مورفان (18 عاما)، وهى تحولت إلى الإسلام وترتدي النقاب ، قامت بارتداء قفازات اليد السوداء الطويلة وخرجت إلى الشارع . لم يكن شيئا من جلدها ظاهرا. مورفان ترفض خلع النقاب. وقالت إن القانون الجديد سيجبرها فقط على البقاء في المنزل في كثير من الأحيان مع ابنته التي عمرها ثلاثة أشهر . وقالت مورفان ” إنها تجربة عاطفية للغاية أن ترتدي النقاب ” ، وأضافت ” أنت به تتمتع بالحماية من كل الناظرين إليك وتبقى معزول تماما عن المجتمع “. في حين أن مورفان ترى أن البقاء بمعزل عن المجتمع هو شيء ايجابي ، فقد أعلنت الحكومة الفرنسية إن هذا هو سبب وجيه لهذا الحظر. وقال ساركوزي أن كلا من النقاب والبرقع يسلب إنسانية المرأة بواسطة فصلها عن التيار الرئيسي . وصف وزير الهجرة الفرنسي السابق اريك بيسون البرقع بأنه ” تابوت متحرك ” وقال بعض سكان بلدية أوبرفيليرس أنهم ليس لديهم مشكلة مع القانون . وقال كامل مصباح, وهو واقفا في المقهى الخاص به ، وهو نفسه مسلم ، إن القانون غير مفهوم .” انه أمر سخيف” , وقال مصباح ” في بعض البلدان، تناضل النساء من أجل كشف أنفسهم بينما في بلد حر، مثل فرنسا، هناك بعض من الذين يرغبون في ارتداء البرقع.” وأضاف ” أنت لا تستطيع أن يكون لديك أشياء مثل رفض الرجال والنساء مصافحة بعضهما البعض وساعات منفصلة للبنين والبنات في حوض السباحة “ , “هذه ليست فرنسا”.