تسببت انفجارات بمنطقة "العجرة" شمال سيناء، لاسيما مع سقوط 5 قتلى، في حالة من الجدل بوسائل الإعلام، بخاصة مع تواتر أنباء عن أن الطيران الإسرائيلي نفذ هجمات داخل الأراضي المصرية في سيناء. وتزامن مع هذه الأنباء، تنفيذ الطيران المصري، في نفس المنطقة تقريبا، عملية عسكرية دمر خلالها منصة إطلاق للصواريخ وقتل 6 من الإرهابيين الذي كانوا يستعدون لإطلاق الصواريخ منها على كل من كوبري السلام بسيناء وميناء إيلات الإسرائيلي. ولم يتم الكشف عن حقيقة الأمر إلى الآن، هل شارك الطيران الإسرائيلي مع الطيران المصري في العملية التي استهدفت هدفًا إرهابيا يهدد الجانبين، أم أن ما أشيع عن عملية للطيران الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية لا صحة له. ثارت تساؤلات عديدة حول مصدر تلك التفجيرات، خاصة بعد خروج عدد كبير من شهود العيان في عدد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ليؤكد تورط الطائرات الإسرائيلية في تلك الواقعة بعد مشاهدتها تحلق لحظة الانفجار. استبعد اللواء الدكتور أحمد عبد الحليم - الخبير الإستراتيجى وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، وأحد أبطال حرب أكتوبر، أن يكون الكيان الصهيوني وراء التفجيرات التي وقعت اليوم بسيناء، مؤكدًا أن إسرائيل لا تجرؤ على دخول الأراضي المصرية، وضرب أهداف داخلها حتى لو كانت أهدافا إرهابية. وأضاف أنه ليس من مصلحة إسرائيل أو أمريكا أن يتم تنفيذ مثل هذه العمليات، خاصة في هذا التوقيت الحرج، مشيرًا إلى أن الجيش المصري مستعد للرد والدفاع عن الحدود المصرية. أما اللواء محمد علي بلال - قائد القوات المصرية في حرب الخليج، والخبير العسكري، فقال إن هذه العمليات ليست بالسهولة التي يتخيلها البعض، ولا بد أن يكون هناك تنسيق بين الجانبين في حالة وجود أهداف مشتركة، لأن هذا يعد انتهاكا للسيادة المصرية لم يحدث من قبل ولا يمكن تجاهله أو إخفاؤه. وأضاف "بلال " سيكون هناك اجتماع بين بعض القيادات من الجيشين المصري والإسرائيلي في حالة التأكد من أن سبب الانفجار الذي حدث في منطقة "العجرة" في سيناء هو الطيران الإسرائيلي، لأن الأمر لو صح حدوثه، سيكون " كارثة كبيرة جدا وخطيرة". وأوضح أن هذه العمليات لا تتم دون تنسيق بين الجانبين، كما حدث من الجانب المصري عندما أراد إدخال معدات عسكرية ثقيلة داخل سيناء، التزاما بالاتفاقية الموقعه بين الجانبين. من جانبها، نفت القوات المسلحة المصرية خلال صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" صحة ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام، مؤكدة أن الجانب الإسرائيلي لم يقم بأية هجمات داخل الأراضي المصرية، وأن الانفجار حدث بالفعل، وما زالت عناصر القوات المسلحة تقوم بعمليات مسح وتمشيط للمنطقة المحيطة بموقع الانفجار لجمع الأدلة والوقوف على أبعاد وملابسات الحادث. كما استنكر المتحدث العسكري –خلال بيانه –ادعاء وجود تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي بهذا الشأن مؤكدا أن التنسيق المزعوم يخالف العقل والمنطق.