"امرأة يونيو" هى مجموعة قصصية كتبتها سكينة فؤاد تصف فيها حال المرأة المصرية بعد النكسة، ولكن الفارق كبير بين يونيو النكسة ويونيو الانتصار وإزاحة حكم جماعة الإخوان ويونيو الذي تولت فيه الكاتبة الصحفية منصب مستشار رئيس الجمهورية لشئون المرأة.. لنرصد معها فى الحلقة الثانية من الحوار مهام هذا المنصب ودورها فى المرحلة المقبلة لدعم حقوق وحريات المرأة المصرية.. - ما هى المهام التى بناء عليها وافقتِ على المنصب؟ فى الحقيقة نحن فى مرحلة شديدة الخصوصية، والكل يعمل من أجل تنفيذ خارطة الطريق التى وضعتها الرئاسة، وعلى أجندة هذه الخارطة يوجد ملف المرأة باعتبارها شريكًا قويًّا وفعالاً فى المجتمع كانت لها إسهامات كبيرة منذ أول يوم فى ثورة يناير؛ ومن ثم يجب أن يكون له تمثيل فى الحياة السياسية، سواء فى الحكومة أو البرلمان أو المحليات، بل ولها حق فى المشاركة فى صنع القرار وبقوة، فلا تهدر حقوقها، ويكون دورى دائمًا هو دعم مشاركة المرأة والتصدى للمعوقات التى تواجهها. - ما الأولوليات الموجودة على الأجندة التى أعدتها "سكينة فؤاد" للنهوض بأوضاع المرأة المصرية؟ أنا أتعاون مع كل الكيانات النسائية الموجودة، والتى لها نشاطها وموجود فى الأرض، سواء كيانات أهلية، أو رسمية، أو منظمات مجتمع مدنى.. "أنا مش باخترع شىء جديد"، وأنا أتعاون وأحاول تجميع هذه الطاقات الهائلة وتحقيق نتائج أفضل على الأرض، وحصر المشكلات والعقبات وترتيب الأولويات؛ لأن واقع المرأة المصرية فى غاية الألم والسوء، رغم حجم المؤسسات الموجودة، ورغم العمل والجهد المبذولين والمخلصين. - وما هى أهم التحديات التى واجهتها المرأة مؤخرًا رغم المشاركة الكبيرة لها فى ثورة يناير؟ هي بدون شك تعرضت فى العام الأخير فى عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين لإقصاء، ولكن مشهد مشاركتها فى ثورة يناير يجعل لها حقوقًا ومكتسبات يجب أن تحصل عليها ليس من باب المنحة ولا الهبة، ولكنها مكتسبات تؤكد بها على حقوقها التاريخية من نضالها الطويل، سواء فيما يتعلق بدفاعها عن الشأن العام أو الخاص من حقها فى المساواة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فى العمل والتعليم، ومن ثم علينا الآن حصر كل المشكلات التى تواجه المرأة المصرية والعمل على إزالة هذه العقبات؛ حتى تصبح شريكًا فاعلاً. - وما هى أول مطالب سكينة فؤاد التى قدمتها للرئيس عدلى منصور؟ من أهم ما طالبت به أن تكون المرأة شريكة فى صناعة القرار بقدر مشاركتها فى الثورة، وأن تختفى هذه الأدوار الهامشية النمطية التى تتم قولبة المرأة فيها. - ما دمتِ طالبت باختفاء الأدوار الهامشية للمرأة، لماذا حصلَتْ على نصيب هزيل، وهو 3 وزارات من 35 وزارة؟ بكل تأكيد العدد لم يكن كافيًا على الإطلاق، وكانت هناك أسماء أكثر مطروحة، ولكن الظروف كانت ضاغطة بمشاكل كبيرة، وما حدث ليس كل ما نتمنى، ولكن يجب أن نعبره نحو تنفيذ خارطة الطريق ونؤسس لمشاركات حقيقية بنسبة أكبر وبنسبة تليق بالمرأة. - بالنسبة للمحليات فى المرحلة القادمة، ما الذى تقدمه سكينة فؤاد لضمان ألا يتكرر ما حدث في الوزارات؟ - أنا حصلت على مجموعة من الأسماء المرشحة من المجلس القومى للمرأة، وطالبت وزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب بالأخذ بهذه القائمة، وأكدت له أن لدينا كوادر نسائية جيدة، وكما تصلح المرأة أن تكون وزيرًا، فمن البديهى أن تصلح بأن تكون محافظًا أو نائب محافظ أو رئيس حى أو رئيس مدينة، بشرط الكفاءة والمصداقية، وأن تكون ابنة الإقليم، وأن تكون قد حققت إنجازات ونجاحات؛ لأن القضية ليست امرأة ورجلاً، بل الكفاءة التى تجعل التجربة تنجح. كما تحدثت كثيرًا مع وزير التنمية المحلية، وطلبت منه مستشارة للمحافظ فى جميع المحافظات من القاهرة إلى أسوان، وكل ما يمكن تصوره ويدعم حقوق المرأة سأقوم بتنفيذه، فأنا لن أخترع العجلة من جديد فى عرض مطالب وحقوق المرأة، ولكن أحاول الإضاءة حول النجاحات المتحققة بالفعل وإزالة الظلم والإقصاء. - وكيف تحققين هذه الإضاءة وتزيلين ذلك الظلم والإقصاء؟ من خلال تنفيذ برامج عادلة متعلقة بالفقر والأمية، والغريب أن تكون فى كل وزارة إدارة خاصة بالمرأة، ولكن ماذا تفعل؟! فلديكِ على الارض قواعد تحتاج إلى استثمار أكثر صلة بالمرأة من منظمات وجمعيات وحركات ألية ومستقلة لها باع طويل فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة، واستطاعت هذه القواعد من خلال خبرتها الطويلة أن تحدد أولويات المشكلات التى تواجه المرأة المصرية. - وما هو دور المجلس القومي للمرأة فى هذا الصدد؟ طالبت بالحصول على كافة الدراسات والإحصائيات حول مشكلات المرأة المصرية، سواء فى الصعيد أو الوجه البحرى، فى الأرياف أو العاصمة، وتحديد ما هى التشريعات والقوانين التى تواجه هذا. - ماذا عن لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور؟ وكيف ترين تمثيل عادل للنساء فيها؟ قدمت اقتراحًا لرئيس الجمهورية المستشار عدلى منصور بأن يكون عدد النساء 15 امرأة بنسبة 30%، وهو مطلب لا يتعارض مع نص الإعلان الدستورى الذى صدر 8 يوليو 2013 وفى مادته 29 والتى تنص على تمثيل 10 من الشباب والشابات فى اللجنة التى تقوم بتعديل الدستور، فعلى الأقل تعطى الحق فى زيادة النسبة، مع المطالبة من النقابات والهيئات والمؤسسات أن تهتم بإضافة مرشحات بين أسماء مرشحيهم الرجال، والتركيز على من تستطيع فى هذا الموقع أو أى موقع أن تعطى الأفضل، فلدينا كفاءات نسائية بلا حدود، ولكن توزيع الخريطة يجب أن يكون دقيقًا جدًّا، بحيث تكون فى كل اختيار إصابة للهدف. وأعتقد أن مشاركتها فى المرحلة القادمة ستكون أهم عوامل النجاح والتوفيق. - كيف شاهدتِ منظر الأطفال وهو يرتدون الأكفان فى اعتصام "رابعة العدوية"؟ هذه جريمة بكل المقاييس، ويجب أن يحاسب عليها مسئولو الاعتصام، فاستخدام أطفال الملاجئ ما هو إلا استغلال سيئ لهم، ومن مؤشرات الإدانة للجماعة هذا المشهد اللاأخلاقى واللادينى واللاإنسانى، ويجب أن تبادرالمنظمات المهتمة بالطفولة برفع قضايا على هذه التجاوزات؛ لطلب حق هؤلاء الأطفال ومتابعة أنظمة رعاية هذه الطفولة التى تحتاج إلى رحمة، ولا نحولها إلى مشروعات شهداء. - ما رأيك فى طلبات المنظمات النسوية بإعادة هيكلة المجلس القومى للمرأة؟ أرجو الآن التركيز على العمل، وأن نعبر هذه المرحلة السياسية الصعبة غير المستقرة؛ لأننى لا أريد أن أدخل فى تفاصيل جانبية قبل أن أهتم بإزاحة العقبات، ولكن إذا كانت إعادة الهيكلة لصالح المجلس، فستتم بالاتفاق مع الأعضاء والعضوات ورئيس المجلس فيما يريدون وما يحقق المصلحة الأسمى للمرأة.. فنحن لا نسعى لشىء إلا بالتوافق مع أعضاء كل مؤسسة، سواء رسمية أو أهلية. - قدمتِ استقالتك الأولى؛ لأنك اعتبرتِ سقوط أول شهيد هو سقوط لشرعية مرسى، لماذا لم تقدميها مع مقتل 4 سيدات إخوانيات من المنصورة؟ بكل تأكيد الدم المصرى كله حرام، ولكن لمست مع هذه الإدارة الجديدة لشئون البلاد حرصها الشديد على ألا تراق نقطة دم واحدة واحترامًا شديدًا لحقوق المواطن المصرى وحرصًا على التزام السلمية، ولكن استخدام المرأة فى المظاهرات مع جماعة الإخوان المسلمين من خلال وضعهن فى الصفوف الأولى يدل على تناقض واضح، خاصة أن هذه الجماعة كانت ترفض فى البداية مشاركة النساء، وتعتبر صوتها عورة، ونرى الآن موقفًا مختلفًا، نجد فيه استخدام الجماعة للسيدات لإثارة التعاطف مع قضيتهم، ثم إن نتائج التحقيقات توصلت إلى أن السيدات الأربع قتلن من مسافة قريبة ومن الخلف. - هناك العديد من المنظمات النسوية التي ترفض ترقيع الدستور وتطالب بدستور جديد، فما رأيك؟ فى رأيى التعديل الذى يجرى الآن هو بمثابة كتابة جديدة للدستو، وعلينا أن نتوافق جميعًا من أجل تنفيذ خارطة الطريق والخروج من عنق الزجاجة الآن. المرأة تعرضت في حكم الإخوان المسلمين لإقصاء شديد لا يتناسب مع دورها في الثورة المرأة التي أصبحت وزيرًا من الطبيعي أن تكون محافظًا أو رئيس حي أو مدينة استغلال الأطفال في اعتصام رابعة العدوية مشهد لا أخلاقي ولا إنساني ويدين الجماعة