قالت صحيفة "موسكو تايمز" الروسية اليوم، يزعم البعض أن الأزمة التي تعيشها مصر الآن هي الأسوء في تاريخها، ولكن في الواقع، فهي تحمل شبها واضحا من حلقة واضحة في التاريخ المصري، منذ ما يقرب من 60 عاما. ففي 28 فبراير 1954، حاصر قرابة المليون المتظاهر قصر عابدين في القاهرة، حيث يتواجد الزعيم الراحل"جمال عبد الناصر" وغيره من قادة الانقلاب العسكري في 23 يوليو 1952، وكانت المطالب الرئيسية للمتظاهرين هي استعادة المؤسسات الديمقراطية الهشة في مصر، و الإفراج عن السجناء السياسيين وعودة الجيش إلى ثكناته. وأضافت الصحيفة: أثيرت الأزمة عن طريق عزل الرئيس المصري اللواء "محمد نجيب"، ومثلما حدث في عام 2013 كان الإخوان في قلب الأحداث وحشدوا لدعم "نجيب"، ولم يهدأ واحد من قادة الجماعة يدعى "عبد القادر عودة"، ونتيجة لما حدث من محاولة لاغتيال "عبد الناصر" في حادث المنشية 1953، وبعد التحقيقات ثبت تورط خمسة من قادة الجماعة ومن بينهم "عودة" وتم إعدامهم بعد أن قدموا للمحاكمة العسكرية. ورأت أن أوجه التشابه بين 1954 و2013 عديدة، ولكن الصراع في عام 1954 كان أوسع على السلطة بين الرئيس والمجلس العسكري، وكانت أيضا معركة حول من الذي سيحدد مستقبل مصر والعلاقة بين المؤسسات العسكرية والمدنية. وذكرت أن علاقة الإخوان بالجيش تنتابها العديد من التوترات منذ عام 1954 والآن في 2013، بعد عزل "محمد مرسي" استجابة لملايين المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على سياسات المعزول. وأوضحت أن الجماعة بدأت في النظرة الفكرية من خلال "سيد قطب" الذي نظر حول عالم ثنائي فيه قوى الخير التي ستصطدم حتما بقوى الشر، فقد قادت كتاباته المتطرفة إلى إعدامه في أغسطس 1966، وأكدت الصحيفة الروسية أن الجيش المصري في 2013 يكتسب المزيد من القوة أكثر من المجلس العسكري في عام 1954. واختتمت بقولها:أي حل للأزمة الراهنة يجب أن يهدف لإنقاذ ما تبقى من المكاسب المحرزة حتى الآن، ومحاولة الحفاظ على الحريات الأساسية والمؤسسات الديمقراطية.