قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قرار اثنتان من أغنى الممالك فى الخليج العربى بتقديم 8 مليار دولار نقدا وقروضا لمصر امس الثلاثاء، يهدف ليس فقط لدعم حكومة انتقالية هشة، ولكن ايضا لتقويض خصومهم الاسلاميين وتقوية حلفائها فى الشرق الاوسط المضطرب. وأضافت أن هذه المساعدات تؤكد على مسابقة اقليمية مستمرة بين السعودية وقطر، التى سارعت منذ ثورات الربيع العربى فى المساعدة لجلب الاسلاميين للحكم. وتقدم قطر – بالتعاون مع تركيا – دعم مالى ودبلوماسى قوى لجماعة الاخوان المسلمين، وايضا الى الاسلاميين فى ساحات المعارك فى سوريا. كما اكدت الصحيفة ان الوعد بتقديم الكثير من المساعدات يسلط الضوء على حدود النفوذ الامريكى، فالولاياتالمتحدة تقدم 1,3 مليار كمساعدة سنوية، وهو جزء صغير مما وعدت به دول الخليج. وقالت إن تدخل الخليج يتناقض بشدة مع عدم يقين ادارة "اوباما" حول كيفية الرد على ما وصفته باستيلاء الجيش على السلطة، وعلى نطاق اوسع، كيفية التأثير على العالم العربى - الملئ بالفوضى والمجازرا بشكل كبير - حيث يصعب تحديد المصالح الامريكية هناك. وتابعت: السعودية والامارات كلاهما رحب بتحرك الجيش للاطاحة بمرسى، وعلى النقيض، قدمت قطر حوالى 8 مليار دولار لجكومة "مرسى" خلال فترة ولايته التى دامت عاما كاملا، كما عرضت تركيا قروض ب2 مليار دولار. واشارت الصحيفة الى ان التوتر بين قطر والسعودية قديم واوسع من الثورات العربية التى بدأت فى 2011، فالسعودية ترى نفسها زعيمة للمنطقة، ولكن القطريين فى كثير من الاحيان يرفضون مصالح السعودية، وذلك باستخدام ثوراتها وتليفزيونها "الجزيرة" لتلعب دورا حاسما فى بعض الاحداث الحساسة والمهمة فى المنطقة. وكانت قطر – المضيفة لاكبر قاعدة عسكرية امريكية فى الشرق الاوسط – سعت ايضا لتمويل الاسلاميين فى تونس وليبيا وسوريا ومصر، وغالبا ما تقف مع الاخوان المسلمين او المجموعات التابعة لها مثل حماس، وتقول الصحيفة إن قطر اغضبت السعوديين وادارة اوباما؛ بسبب دعمها الاسلاميين فى سوريا باسلحة ثقيلة دون مشورة امريكية. واضافت الصحيفة ان الوضع تغير فجأة، فمع صعود الاخوان المسلمين، قطعت السعودية المساعدات عن حكومة الرئيس السابق "مرسى"، وتجاهلت طلب الولاياتالمتحدة لمساعدة مصر فى التعامل مع الازمة الاقتصادية المتفاقمة، وبعد الاطاحة ب"مرسى"، سارعت الحكومتين السعودية والامارات باصدار بيان دعم قوى للعملية الانتقالية، حيث اتصل الملك "عبد الله"، ملك السعودية بالفريق "عبد الفتاح السيسى"، القائد العام للقوات المسلحة الجمعة الماضية ليؤكد له على دعمه للحكومة المؤقتة. ورفض المسئولون القطريون التعليق على التنافس، ولكن تحدث مسئول – بشرط عد الكشف عن هويته وقال إن المساعدة القطرية فى الماضى كانت تقدم للشعب المصرى وليس لشخص او حزب.