نشرت صحيفة الدستور الأردنية اليوم السبت فى مقالًا لها أن "بعد طهرانودمشق والضاحية الجنوبية، أصبحت القاهرةوالدوحةوأنقرة، هي العواصم الثلاث التي تتشكل منها دائرة تحالفات حركة حماس وشبكة أمانها.. كل واحدة من تلك العواصم، ضربها زلزال سياسي، تختلف شدّته على مقياس حماس، بيد أن تداعياته وارتداداته، ستترك أثراً بالغاً على راهن الحركة ومستقبلها، لا سيما أن الحركة، حرقت -إلى حد كبير- سفنها مع حلفاء الأمس، ولم تبق على كثيرٍ من جسور الثقة والتواصل معها". وأضافت الصحيفة "الضربة الأكبر لحماس، تتجلى في سقوط حكم مرسي والإخوان في القاهرة، لا لأنه الحبل السري بين حماس والجماعة الأم في القاهرة فحسب، بل لأن مصر مفتاح غزة وحدودها البرية الوحيدة مع العالم العربي، وفوق هذا وذاك، فإن مشاعر غير طيبة، تجتاح "النظام المصري الجديد"، نظام ما بعد مرسي، حيال الحركة.. ولقد سمعنا من مصادر مصرية، معلومات تتحدث عن توترات و"اتهامات" للحركة بالانحياز العملي لإخوان مصر (وليس الانحياز الإيديولوجي أو السياسي فقط)، والزيارة الأخيرة لقيادة حماس للقاهرة، وخروجها على عجل من "انتركونتننتال ستي ستار" على وقع التظاهرات الغاضبة من الحركة، تشي بأن مستقبلاً صعبًا ينتظر العلاقة بين الحركة والقاهرة. وأوضحت أن "تأتي الحملات الإعلامية ضد حماس، وطوفان المعلومات الصحيحة حيناً والكاذبة غالبًا عن تورط الحركة في عمليات إخلال بالأمن المصري الداخلي، بدءًا من سيناء وصولاً للقاهرة ووادي النطرون، لتزيد الطين بلّة، وتدخل العلاقة بين مصر والحركة في مأزق مركب، ومن بوابة الأمن هذه المرة، وليس من بوابة الخلافات السياسية والإيديولوجية.. والخلاصة، أن موقع مصر في حسابات حماس ومن منظورها، قد استدار بزاوية 180 درجة خلال عام واحد.. من حالة التحالف والاحتضان والرهان الاستراتيجي، إلى مصدر للقلق والتحسب، وربما الضغوط والمضايقات. وأشارت إلى أن الخسارة الثانية لحماس، إنما تأتيها من مأمنها وملاذ قيادتها في الدوحة، وقد لا يمر وقت طويل، قبل أن تتضح طبيعة التغييرات التي سيدخلها الأمير الجديد للإمارة الخليجية على سياستها الخارجية، وسط مؤشرات أولية دالّة على أن الأمير الشاب، سيولي اهتمامًا أكبر بشؤون بلاده الداخلية، وسينضبط بشكل أعلى بالسياسات الخليجية التي تحدد سقفها وإيقاعاتها، الرياض وليس الدوحة، وأنه سيجنح لمقاربات أكثر واقعية في السياسة الخارجية، محاولاً تفادي مغامرات عمّه ومجازفات أبيه من قبله، وهذا سينعكس بقدر لا نستطيع التنبؤ بحجمه على علاقة قطر بحماس، التي أعطت الحركة في الخارج وفي غزة، زخمًا إضافيًّا، عوّضها جزئيًّا، خسارة الدعم الإيران والمأوى الدمشقي والخبرات غير المحدودة لحزب الله". أضافت أن الضربة الثالثة لحماس، جاءتها من أنقرة، التي انكفأت كلاعب إقليمي بعد أن طاشت حساباتها في سوريا، وتأزمت علاقتها في العراق، وفقدت حليفًا في القاهرة، وتأزمت علاقاتها بإيران، وتثير ريبة موسك، هذه المرة، تنفجر كرة الغضب في وجه أردوغان والعدالة والتنمية في "تقسيم"، وتداهمه الاحتجاجات في ديار بكر قبل أن يفرغ من وضع المسألة الكردية على سكة الحل النهائي، وتقفز إلى سطح السياسة الداخلية التركية على نحو غير مسبوق ولا منتظر. وختمت: فما أن كادت حماس تستكمل مسار تموضعها في المحور التركي – المصري– القطري، حتى عصفت بالمحور رياح التغييرات والاضطرابات والتراجعات والانكفاءات، متعددة المستويات والأشكال وهيهات أن تقدر الحركة على استعادة زخم ومناخات علاقاتها القديمة بمحور طهران – دمشق – الضاحية، حتى وإن وجدت بعض الأبواب المفتوحة لزيارات وموفدين من قبلها إلى مراكز الأطراف، فما انكسر في عام واحد، سيحتاج لسنوات طوال لإعادة جبره.