في عرف صحابة الجلالة المصادر أنواع منهم من يسعى إلى الصحفي لكي يعطيه المعلومة وآخر يتصل به المحرر على هاتفه المحمول ليدلي برأيه، ثم نتدرح لنصل إلى من يُحدد معه ميعادا لمقابلته، والأصعب من يتوسط إليه قريبين منه لكي يوافق أن يتكلم، لكن الوضع مع رئيس الجمهورية مختلف، فهو لا يتكلم إلا مع رؤساء تحرير الصحف الكبرى، وبترتيبات مسبقة من خلال مؤسسة الرئاسة، في الوقت الذي يريده وليس ما يتمناه الصحفي. وبما أننا في مصر بعد 30 يونيو التي صححت مسار 25 يناير، فمن حق أي محررين شبان لم يتجاوز أعمارهم بضع وعشرون عاما أن يحلموا بالاتصال بهاتف رئيس الجمهورية المحمول ليرد بكل بساطة أنا عدلي منصور، رئيس الجمهورية . حقا إنها دماء ذكية قد بذلت مع نحر القتلة لرقاب شهداء 25 يناير بكل موجاتها ، هي كل عين فقأت و عضو بُتر و قطرة عرق سالت على بشرة أرادت أن تنفض غبار أعوام من الكبت والاستبداد والقمع لتستحم بماء الحرية وتتزين للاحتفال بعرس الثورة، الذي بدأت تتضح مؤشراته لنا كصحفيين حين نتصل برئيس الجمهورية على هاتفه المحمول فيرد علينا كأي مواطن بسيط، حقا إنه الواقع الذي تغلب على خيال أي كاتب "فانتزيا" في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. بكل بساطة جاءت الفكرة المجنونة إلى أذهاننا وبحثنا عن رقم هاتف المستشار عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية الذي أدى يمين رئيس الجمهورية اليوم، وبعد الحصول عليه، ونحن ما بين يأس وأمل أن يكون الرقم صحيحا أو خطأ قررنا الاتصال...وبعد ثالث جرس للتليفون سمعنا صوتا رخيما يرد في هدوء واتزان - ....ألو ؟ - مساء الخير ..هو دة رقم المستشار عدلى منصور؟ - أيوة أنا ..مين حضرتك - حضرتك المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية ..؟!!!! - ايوه انا ..مين حضرتك - مبروك تولى المنصب - الله يبارك فيكى ..هو حضرتك مين ؟ - انا .... صحفية من "البديل" أود أنا و زميلى إجراء أول حوار صحفي مع حضرتك - فى الحقيقة أنا في كلمتي النهارده قلت كل حاجة للشعب المصري، ولا يوجد لدي جديد أتحدث به إليكم ،فهذا هو يومي الأول كما تعلمين في المنصب، وعندما يصبح لدى ما أقوله سوف أدلى بالحوارات الصحفية . - ولكن هل لا توجد أي كلمة يريد المستشار عدلي منصور يطمئن بها شعبه الذي يتخوف من أن يفسد أحدا عليه فرحته ؟ - بكل ثبات وهدوء وحسم رد قائلا.... مصر محفوظة إن شاء الله - اسمح لي أشكرك على دعمك للإعلام اليوم في كلمتك التي توجهت بها إلى الشعب المصري؟ - دوركم تنويري وهام ..وعليكم مسئولية كشف الحقائق في المرحلة القادمة . - شكرا سيادة المستشار - تحياتي ..مع السلامة لم تتجاوز المكالمة 4 دقائق .. فالرجل جمله قصيرة ومحددة وحاسمة .. نعتقد أن هذه المكالمة تحمل معاني كثيرة. صدق أولا تصدق...رئيس الجمهورية يرد على هاتفه المحمول بكل بساطة و دون ترتيب أو علم مسبق بالمتصل