أثبت الشعب المصري الأبي أن إرادته تسقط أمامها كل النظم الفاسدة الديكتاتورية، وأنه لا شرعية إلا لصوت ورغبة الجماهير، فهي التي تأتي بهم عن طريق الصناديق وهي أيضًا من تخلعهم، إذا نقضوا عهدهم وخانوا الأمانة، وهذا ما عانيناه منذ عام في ظل النظام المتغطرس الذي أثبت "غباءه السياسي" في كل خطوة يخطوها (على حد قوله)، فكان لزامًا على الشعب أن ينتفض من جديد ويعود إلى الميادين، وهو ما دعا القوات المسلحة إلى حمل لواء هذا العبء والانتصار لإرادة المصريين وحقن دماءهم. حيث أشاد أحمد طه النقر، المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير، بالقوات المسلحة التي دائمًا ما تنحاز للشعب المصري، كما فعلت فى ثورة يناير. وقال النقر في تصريح ل "البديل": "ها هى القوات المسلحة تثبت انحيازها للشعب اليوم فى ثورة 30 يونيو، لتحقن دماء المصريين وتعلن وقوفها في وجه الطغيان ورفض الاستبداد والظلم وتنهي عصر التكفير وإقصاء الآخر". وأضاف النقر أن المصريين توحدوا الآن، والتفوا حول بعضهم بعضًا، ونحوا الخلافات والانقسامات جانبًا بعد انتهاء عام من حكم نظام "فاشى ديكتاتورى" حسب وصفه، مطالبًا أن يظل الشعب المصري متوحدا لحين إتمام تلك المرحلة الانتقالية. وأشار النقر إلى أن خارطة الطريق التي أعلنت عنها القوات المسلحة، هي نفس الطرح الذي قدمته حملة "تمرد" وهذا يعنى انتصار الإرادة الشعبية للمصريين. من جانبها قالت جميلة إسماعيل، القيادية بحزب الدستور، إن الشعب المصري أثبت أنه يستطيع التغلب على المستحيل، فهو الذى جعل القوات المسلحة تنحاز له بإرادته وتصميمه وإصراره على تحقيق المستحيل، رغم كل التهديدات التي تعرض لها من تلك الجماعات الإسلامية. وأضافت إسماعيل "مصر الآن تعيش لحظات تاريخية يسجل فيها التاريخ ثورة الشعب الدائم ضد كل ظلم وديكتاتورية"، مشيرة إلى أن خارطة الطريق التي تم وضعها هي فى الأساس إرادة القوى الثورية التي قررت ذلك. وواصلت "تلك الخارطة هى إرادة شعبية جاءت ونبعت من حملة تمرد التي في أساسها تعبر عن الشعب". وفى السياق ذاته قال حسن شاهين، المتحدث الإعلامي لحملة "تمرد" إن الشعب المصري أثبت اليوم قوته وإرادته القوية فالشعب هو مصدر السلطات وسيظل هكذا. وطالب شاهين بضرورة محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، الذي ارتكب جرائم فى حق المواطنين، و"باع دماء الشهداء الذين أقسم على القصاص لهم" حسب قوله، وأضاف أسماء جديدة إلى القائمة ووصفهم ب "البلطجية" الذين يعتدون على الشرطة. وأضاف "اليوم باعته الشرطة وتخلى عنه الجيش، ووقفا كلاهما بجانب الشعب المصري". وأشار شاهين إلى أن المخاوف من سيطرة المجلس العسكري على الأمور السياسية في مصر غير صحيحة على الإطلاق، فالجيش اختار الانحياز للشعب رافضاً أن يكون طرفاً في الحكم، مؤكداً أن الجيش المصري لم يقم بانقلاب عسكري مثلما روجت الجماعة الإسلامية، بل اقتربت الثورة من النصر وهو عجل به فقط. فيما أوضح الدكتور أحمد دراج، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، أن صانع هذا الانتصار أو المعجزة هو للشعب المصري الذي نزل إلى جميع الميادين وأثبت وطنيته فى الدفاع عن حقوقه كاملة، مشيرًا إلى أن الشعب سيظل في الميدان لحين تحقيق كل مطالبه، قائلاً "هكذا هو الشعب المصري الذي يظل يناضل ويناضل ضد كل ظالم فاشي"، على حد قوله. وأكد دراج أن بيان الجيش كان واضحًا للجميع، حيث أكد أنه لن يحكم وأنه سيحمى الوطن، مشيرًا إلى أن تهديدات الجماعة الإسلامية سوف يتصدى لها الجيش، قائلاً "تلك هي أنفاسهم الأخيرة التي ستنتهي بعد قليل".