أوشكت المهلة التي أعطتها القوات المسلحة للرئيس محمد مرسي على الإنتهاء ، بينما لم تقدم الرئاسة أى مبادرات، سوى أنها أصدرت بيان "منتصف الليل" للتأكيد على الشرعية ورفض مبادرة الجيش؛ لأنها تمت دون علم الرئيس وهو ما يعتبرونه انقلابا عسكريا. و"البديل" تحاول مع هذا الزخم فى الأحداث السياسية المتتابعة والتى تعجزعنها التوقعات مهما بلغ احتراف الرصد، أن تقدم الحلول المتوقعة أمام مؤسسة الرئاسة للخروج من المأزق الحالي بتحليلات الخبراء والسياسيين: يقول محمود سلمان -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- إن أي تفاوض مع الشعب أو القوى السياسية لن يفيد الرئيس محمد مرسي، ولم تعد لديه حلول يقدمها، لإرضاء هذه الميادين الثائرة، وأصبح ما يريدونه هو الرحيل فقط، لأن مطلبهم واضح ولا يقبل التسويف أو المزايدة. وأضاف"انتهى وقت التنازلات ، وتجزيء المطالب، وعلى مرسي أن يقدم التنازل الأكبر بترك الرئاسة والتخلى عن منصبه كرئيس للبلاد، وذلك حتى يحقن دماء المصريين، مشيرًا إلى أن ما يتواجد الآن فى الشارع المصرى هى حالة استقطاب حادة بين المؤيدين والمعارضين، وهذا أكبر خطأ تفعله القيادات الإخوانية، والتاريخ يسجل لهم تلك الخطايا، ولن تغفرها لهم الأجيال القادمة ولن يمحوها مرور الزمن. وأوضح أن مرسى قد سقطت شرعيته بإرادة الشعب، والأفضل له وللشعب التنحى، قائلا: "لا تفاوض ولا تنازل مع رئيس وجماعة فاقدين للشرعية، فالسلطة للشعب وهو الذى يحدد التنازلات إذا أراد. وقال الدكتور محمد بدر الدين - خبير السياسة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - إن مرسى الآن أصبح فى الوقت الضائع، فأى حديث عن تنازلات أو حلول ليس له أى معنى ، فبدلًا من أن يمتص تلك الانتفاضة الشعبية قبل الخروج عن طريق إقالة الحكومة، أو تغييرعدد من المحافظين، ولكنه انتظر إلى آخر لحظة وبدأ يفكر فى كيفية الخروج من الأزمة، مشيًرا إلى أنه لا أمل فى مرسى وسط الإرادة الشعبية التى ترفضه. وأضاف أن مرسى الآن ليس لديه أى حلول يقدمها لمعارضة أو لمؤيدين سوى حل واحد، وهو أن يقنع قوى المعارضة والقوى المؤيدة فى أن يضعوا خارطة طريق يتم التوافق عليها من الجميع، موضحًا أن هذا لم ولن يحدث، خاصة أن مرسى أثبت أنه يتمتع بحالة من العناد والغباء السياسى على حد تعبيره. من جانبه قال الدكتور يسري العزباوي -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - إن الرئيس يحاول المناورة بطرح حلول كمسكنات للأزمة؛ فربما يعد بإعادة تشكيل حكومة تكنوقراط ، أو عمل استفتاء على شخص الرئيس، وحشد المؤيدين على التصويت ببقائه واستكمال مدته الرئاسية. وأشار إلى أن مطالب الشعب كلها تلخصت في الرحيل وإسقاط النظام وجماعة الإخوان المسلمين، ولن يرتضوا حلا بديلا أيًا كان حجمه، أما بالنسبة لما يتردد حول محاولة مرسي للهروب خارج البلاد، فهذا أمر مستبعد تماما لأن عواقبه ستكون وخيمة، ولن يمر مرور الكرام، ولذلك فلم يبق أمام الجماعة إلا محاولة مساندته لكسب مزيد من الوقت والخروج بأقل خسائر. وأضاف أن تطبيق قانون العدالة الانتقالية، يمثل ذعرا على رموز الجماعة خاصة رموز الحزب الوطني، كما أن المطالب المتعلقة بمحاكمة الرئيس بسقوط العديد من القتلى في عهده ، وتبعيته للغرب وإفساد الحياة السياسية. وأكد قائلا: "كل هذه الأمور تجعل الرئاسة تتعقل قبل أن تورط نفسها في مواجهة مع الشعب والقوات المسلحة، وسيكون حلا توافقيا لدرء المخاطر وحقن الدماء، خاصة بعد بيان الجيش الذي أثبت انحيازه للشعب بشكل قاطع".