6وزراء و 3 متحدثين باسم الرئاسة ومجلس الوزراء، ومستشار للرئيس، لم يستطيعوا الصمود أمام الحشود الغير مسبوقة في تاريخ مصر والتي انطلقت أمس للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي عن الحكم وإجراء انتخابات رئاسية جديدة، وقدموا استقالتهم، قبل انتهاء مهلة ال48 ساعة التي أعطاها الجيش للمعارضة والحكومة لإنهاء الأزمة الدائرة. ويرى سياسيون أن تلك الاستقالات تعد انحيازا لمطالب الجماهير بالإضافة لحفظ ماء وجه من استقالوا، مؤكدين أنها تضيق الخناق على الرئيس وتجبره على الاستجابة للمطالب الشعبية. حيث قال أحمد دراج،عضو جبهة الإنقاذ والقيادي بحزب الدستور ، إن استمرار إعلان الإستقالات من قبل الوزارء ومستشاري الرئيس و متحدثي الرئاسة، يعتبر تخليا واضحا وصريح عنه، وعلامة من علامات انهيار النظام "الهش " بالإضافة لحفظة ماء وجه المستقيلين. وأضاف أن تنظيم جماعة الإخوان المسلمين قد سقط وانهار أخلاقيا منذ فترة كبيرة ، وقد آن الأوان ليسقط المحتمي بهم أيضا، بعد أن أداروا الدولة بمنتهى الغباء السياسي ، الذي تمثل في إقصاء كل التيارات المخالفة لهم في الفكر، مشيرا إلى أن "مرسي" يجب أن يعلم أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة أصبح في حكم المنتهي، لأنها إرادة الشعب الذي تجاهلها ، وعليه أن يرضخ لها اليوم بعدما عرف قدر معارضيه ، الذين نزلوا إلى الميادين من يوم 30 وحتى الآن ، ولن يبرحوا أماكنهم حتى ينفذ مطالبهم. ولفت دراج إلى أن ما يتردد عن مبادرة الرئاسة لاحتواء الأزمة ، يثبت أنها تتعامل بنفس طريقة نظام "مبارك" ، وتتخذ قراراتها كلها متأخرة وبطريقة بها نوع من "جنون العظمة" ، فلا يرون إلا أنفسهم ولا يعترفوا بإرادة الشعب الذي جاء بهم في السلطة ، وقادر أيضا على الإطاحة بهم. كما يرى خالد داوود، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ أن ما حدث يعد تجاوبا واضحا من كل مؤسسات الدولة مع الإرادة الشعبية التي تريد رحيل "مرسي"، مشيرا إلى أن ذلك يبيض وجوه المستقيلين مع من سيحكم بعده ومع الشعب المصري. وقال إن كل من قدم استقالته يعلم من البداية أن "مرسي" رئيس فاقد للشرعية ، ولكنهم كانوا ينتظروا حتى يحدث أي جديد ، ولكن كان انتظارهم دون جدوى واستطاعوا أن ينقذوا نفسهم من حافة الخطر ،مشيرًا إلى أن المتبقي لنظام الرئيس هو الدعم الأمريكي فقط لوعوده الدائمة وممارساته التي تحمي "إسرائيل". ويرى عز النجار، رئيس حزب غد الثورة ، إن انهيار إدارة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين ، جعلت كل حلفائهم يتركوا لهم المركب لتغرق ويتحملوا نتائج سياساتهم القائمة على التمكين ورفض الآخر. وأوضح أن جميع من يتولون مناصب قيادية يعلمون أن هناك صدام بين أطراف المجتمع كلها وبين الإخوان ، وهو ما دفعهم للفرار مبكرا والتخلي عن مسئوليتهم ، على الرغم أنهم وصلوا لتلك المناصب بانتهازية، فهناك كفاءات أفضل منهم بكثير ولكن "مرسي" فضل توليهم لاعتقاده بولائهم له، ولكنهم باعوه مستجيبين للإرادة الشعبية وتركوه يصارع وحده.