التمر من الأغذية المهمة فى رمضان والتى أوصانا الرسول عليه الصلاة والسلام بتناولها فى بداية الإفطار؛ لفوائده الصحية العظيمة، وخاصة المنقوع فى اللبن، ولكن أسلوب وطريقة تحضير التمر فى الوصفات الأخرى يؤثران بالسلب على صحة الإنسان، أما إذا كان التمر جيدًا وتم تحضيره بطريقة صحيحة، فيعتبر وجبة غذائية متكاملة؛ لأنه يحتوى على نسبة من الألياف تعرف باسم "اللجنين"، والتى لها القدرة على خفض الدهون بالدم، بالإضافة لاحتوائه على مركبات فيتو كيميائية لها تأثيرات علاجية مضادة للأكسدة، وبالتالى فهو يقاوم العديد من الأمراض، كما أنه يحتوى على نسبة من السكر يحتاجها الصائم بعد انخفاض نسبة السكر بالدم أثناء الصيام. والتمر المنقوع فى اللبن يعتبر وجبة غذائية متكاملة؛ لما تحتويه من بروتين حيوانى وكالسيوم وفيتامين (أ) الذى يعتبر من الفيتامينات الذائبة فى الدهون وله قيمته كمضاد للأكسدة ويساعد على تقوية الإبصار وحماية العين من الإصابة بالمياه البيضاء، كما يحمى طبقة الجلد الخارجية والأغشية المبطنة للقناة الهضمية. وتنصح الدكتورة عفاف عزت رئيس قسم علوم الأطعمة والتغذية بشعبة الصناعات الغذائية والتغذية بالمركز القومى للبحوث بعدم ترك التمر منقوعًا فى الماء أو اللبن فترة طويلة؛ حتى لا يحدث له تخمر ويسبب تقلصات وانتفاخات فى الأمعاء؛ وذلك نتيجة نشاط الميكروفلورا التى تسبب اضطرابات بالقولون العصبى. الفول والزبادى من الأطباق الشهيرة على مائدة السحور فى رمضان، وحول أهميتهما الغذائية تؤكد د. عفاف عزت بتناولهما في وجبة السحور قبل النوم بوقت كافٍ، وأن تكون وجبة السحور كاملة فى محتواها الغذائى من "الكربوهيدرات والبروتين والخضراوات" ونسبة قليلة من الدهون، خاصة أن الدهون تأخذ وقتًا أكبر فى الهضم والتمثيل الغذائى، ومن أهم الأطباق فى السحور الفول المدمس بالزيت والليمون، وهو المصدر الغنى بفيتامين (c) والسلطة الخضراء وقطعة خبز، فهى وجبة غذائية كاملة تمدنا بكل احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، خاصة إذا كان بجانبها الزبادى الذى يحتوى على نسبة من البروتين الحيوانى والكالسيوم وفيتامين (أ). والزبادى يعتبر من الأغذية التى تساعد على الهضم، وتعمل على ترطيب القناة الهضمية ويعطى الزبادي شعورًا بعدم الإحساس بالعطش، بالإضافة إلى أنه من الأغذية المقوية للجهاز المناعى فى الجسم لمقاومة الأمراض ومهاجمة كل من الإصابات البكتيرية والخمائر. وتقدم د. نيفين حلمى أستاذة بقسم الطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث روشتة لمرضى السكر فى رمضان، حيث أثبتت الدراسات أن تناول الأعشاب له دور مهم فى ضبط نسبة السكر، ومنها الحلبة الحصى أو المشروب المغلى من جذور الجنزبيل، مع إضافة بدائل السكر للتحلية، من خلال المشروبات السكرية، كقمر الدين والخشاف، كما يمكن استبدال المكسرات مثل البندق واللوز؛ لاحتوائهما على سعرات ودهون مرتفعة، وتناول الترمس المسلوق، ويفضل تناول الفاكهة الغنية بالألياف وقليلة السعرات الحرارية مثل التفاح. كما تنصح بضرورة احتواء وجبة السحور على السلطة الخضراء واحتوائها على البصل والثوم والخس، مع الحرص على متابعة تحاليل السكر خلال شهر رمضان لضبط جرعات الأدوية والأنسولين؛ وذلك للتأثير المتوقع للطرق الطبيعية فى تقليل نسبة السكر.