ذكر الباحث الفرنسي في شئون الشرق الأوسط والمدير المساعد في صحيفة " لو موند ديبلوماتيك " الفرنسية ألان جريش أن موقع ويكليكس كشف عن أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها في الشرق الأوسط خاصة إسرائيل تعمل منذ فشل هذه الأخيرة في غزو لبنان في 2006، على إضعاف المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله. وأوضح جريش في مقاله الذي نشره على مدونته الخاصة " لوموند ديبلو " أن التصريحات لمسئولين لبنانيين تكشف أن هناك تحركات سرية تستهدف حزب الله اللبناني، حيث ذكر أسعد أبو خليل في مقال له في مايو 2012 أن هناك مؤامرة تستهدف إدخال حزب الله في حرب أهلية من أجل إضعافه وإنهاك قوته العسكرية. وفي 18 مارس 2013، اتهم قائد الجيش اللبناني جان قهوجي قوى تعمل على خلق اضطرابات داخل لبنان، وفي مطلع أبريل استنكر البطريارك اللبناني مارونيت بشارا، في حضور السفير الفرنسي، قوى خفية تعمل على زعزعة الدولة والمؤسسات، وتحاول إشعال فتيل الفتنة بين التيارات السياسية اللبنانية. كما ذكر سكارلت حداد في 6 يونية الماضي بأنه يوجد بعد الأطراف في لبنان تعمل في الخفاء لتدمير قوى الجيش لفتح الطريق لخلق صراع بين السنة والشيعة بهدف إضعاف حزب الله وإدخاله في مواجهات داخلية مدمرة، ونفس اليوم خرج قائد الجيش ببيان يدعو فيه للحذر من مؤامرة تستهدف إعادة لبنان إلى حرب لبنانية. وأوضح جريش أن وثائق ويكليكس التي سبق وأن كشفها بدأت تظهر صحتها خلال الأحداث الأخيرة، فهي تكشف أنه بعد الفشل العسكري الإسرائيلي في الحرب على لبنان 2006، بدأت إسرائيل والولايات تغير مسارها تجاه حزب الله، ألا وهو تدمير قواه بشكل استراتيجي، وذلك من خلال جعل المجتمع اللبناني نفسه هو من يشن الهجوم على حزب الله، ولكن هذه الخطة ستؤدي إلى إدخال لبنان في حرب أهلية مرة أخرى. وكشف " ويكليكس " في رسالة له في أول أغسطس 2006 أن الحكومة الأمريكية اندهشت من الموقف الغريب للشعب اللبناني تجاه غزو إسرائيل حيث توحد المسيحيون والسنة والدروز خلف حزب الله بخلاف الحكومة اللبنانية، فلم يكن يتوقعون هذا الموقف الموحد من قبل الشعب اللبناني، متوقعين أن إسرائيل ستحقق هدفها بسهولة. وبانتهاء هذه الحرب تيقنت إسرائيل أن الخيار العسكري لم يستطع تدمير المقاومة، وبأن " خدعة الردع الإسرائيلي " قد سقطت. لذا فإن إسرائيل عمدت إلى استرتيجية " التفريق " داخل المجتمع اللبناني حتى تضعف حزب الله. ومن جانب آخر، كشف جريش عن أن إسرائيل استخدمت مسئولين حكوميين في حكومة فؤاد سنيورة أثناء وبعد الحرب في 2006 للتخلص من حزب الله. فقد اظهر ويكليكس في يوليو 2006، رسالة على لسان " سمير جعيجع " قائد اليمين المسيحي المتطرف وكان نصها " الطريقة الوحيدة لتدمير حزب الله هو خلق مشكلة داخلية، وذلك من خلال جعل اللبنانيين يقتنعون بأن حزب الله تهديد لهم وسيتسبب في تدمير البلاد "، كما قال " جير بردرسن " المبعوث البناني في الأممالمتحدة في أغسطس 2006 " على اسرائيل أن تجد وسيلة تجعل حزب الله ينهمك في خلافات داخلية، وهذه الوسيلة ستكون بالتأثير على الرأي العام اللبناني ".