تشير التوقعات إلى اقتراب شن اسرائيل هجوم عسكري هو الأوسع حتى الآن على "حزب الله" والجيش النظامي الحكومي في لبنان, سيشمل معظم البنى التحتية الاقتصادية والامنية العسكرية. وستشكل مراكز حكومية مثل وزارتي الدفاع والخارجية وإدارتي الاستخبارات وقوى الامن الداخلي ومواقع الاحزاب في العاصمة بيروت والمناطق الأخرى, اهدافا يجري تدميرها في الهجمات الجوية والصاروخية في الايام الثلاثة الاولى للحرب, الى جانب 120 هدفا صاروخيا وموقفا عسكريا ومقرا قياديا ل"حزب الله" و"حركة امل" في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية من بيروت وصولا الى اقصى المرتفعات الجبلية في شمال لبنان.
حزب الله يستعد
وكشفت جهات حزبية في "حركة أمل" الشيعية في باريس أن "حزب الله والحركة وضعا آلافاً من عناصرهما القتالية في حالة تأهب في جنوب الليطاني وشماله والبقاعين الاوسط والشمالي وفي بيروت وضواحيها والخط الساحلي الجنوبي, خوفاً من هجوم جوي اسرائيلي محتمل رداً على هجوم بلغاريا, التي اشارت وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي اي ايه" إلى انه صناعة ايرانية, ما اعتبرته طهران وحسن نصرالله ضوءاً أخضر لتل أبيب لشن حربها المؤجلة على لبنان منذ سنوات.
وألمحت الجهات الحزبية الشيعية الى ان قيادات الحزب والحركة في ضاحية بيروتالجنوبية ومناطق اخرى محيطة بها "انتقلت من اماكن سكنها العادية الى منازل وشقق اخرى معظمها في المرتفعات الجبلية المشرفة على بيروت, فيما نُقل الامين العام لحزب الله من مكان إقامته (مخبئه) الذي يتنقل بينه وبين عشرات المنازل الاخرى منذ حرب يوليو 2006, الى مكان آخر".
وقال النائب عن حركة "أمل" في باريس ان "ضعف وهزال مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي تدفع اللبنانيين بقوة نحو حرب اهلية مذهبية وطائفية تحاكي في عنفها الحرب الدائرة في سورية, وعليهم بالتالي سلوك واحد من طريقين: إما استخدام صلاحياتها الدستورية الواضحة من دون محاباة او خوف او مسايرة منها لتفجر البلد من الداخل, وإما تقديم استقالتهم والذهاب الى منازلهم كي لا يتحملوا مستقبلا مسئولية الكوارث التي ستحصل ويحاسبون عليها".
مغادرة الرعايا وكشفت أوساط أمنية رسمية وحزبية لبنانية أن سفارات أجنبية وعربية دعت رعاياها في لبنان إلى المغادرة فوراً, جنبا الى جنب مع الرعايا الغربيين والعرب الذين بدأوا الجلاء عن سورية عبر الحدودين اللبنانية من نقطة المصنع في البقاع والاردنية من معابر عدة, بعد بلوغ الاحتقان والمعارك "ذروتها الأخيرة", فيما أبلغت السفارات الاوروبية والخليجية خصوصاً رعاياها في الاراضي السورية بألا ينتقلوا فقط الى لبنان, بل الى مغادرته فوراً هو الآخر, إذ تؤكد معلومات استخبارية غربية ان اسرائيل "تستعد لتكرار غزوها لبنان العام 1982 بسبب محاولة اغتيال سفيرها في لندن", بعد مقتل خمسة من مواطنيها السياح في مطار بورغاس البلغاري واصابة 37 آخرين في هجوم اتهمت تل أبيب وواشنطن كلاً من "حزب الله" و"الحرس الثوري" الايراني بالضلوع فيه.
وقالت الاوساط الامنية في بيروت ان "مئات الرعايا الغربيين وعشرات الرعايا العرب يعبرون منطقة المصنع اللبنانية الى داخل لبنان من سوريا, بحيث توقعت أن يبلغ عددهم خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة آلافاً عدة, فيما غادر مئات آخرون عبر الحدود الاردنية واعداد اخرى عبر الحدود التركية, الا ان حشود المغادرين تضغط اكثر على المعابر الحدودية اللبنانية".
اجتماع ثلاثي وعقد مؤخرا في منطقة معبر الناقورة الحدودي في جنوب لبنان الاجتماع العسكري الثلاثي بين لبنان وإسرائيل وقوات اليونيفيل الدولية. وترأس الاجتماع القائد العام لقوات الأممالمتحدة المؤقتة "اليونيفيل" اللواء باولو سيرا وخصص لبحث الأمور المتعلقة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 بما في ذلك الوضع على طول الخط الأزرق وعملية وضع العلامات المرئية الجارية على الخط الأزرق والانتهاكات والحوادث إضافة الى موضوع إنسحاب القوات الإسرائيلية.
ووصف سيرا الاجتماع عقب انتهائه بالبناء ، مشيرًا الى ان الطرفين أعربا خلاله عن دعمهما الكامل وإلتزامهما بالعمل مع اليونيفيل لتنفيذ البنود ذات الصلة من القرار 1701 والحفاظ على الهدوء في المنطقة ومنع الحوادث والتوتر على طول الخط الأزرق. ولفت الى ان الجانبين اللبناني والإسرائيلي أعربا أيضًا عن رغبتهما في تسريع عملية تعليم الخط الأزرق. وأبدى الجنرال سيرا إرتياحه لبقاء الوضع في منطقة العمليات هادئًا ومستقرًا حيث جددت الأطراف إلتزامها بوقف الأعمال العدائية.
تدمير جهاز تنصت
وفي يوليو الماضي دمرت طائرة إسرائيلية دون طيار جهاز تنصت على شبكة اتصالات تابعة لحزب الله كانت زرعته إسرائيل قرب مجرى نهر الليطاني في جنوب لبنان بعد أن انكشف أمره، بحسب ما ذكر مصدر أمني لبناني والعلاقات الإعلامية للحزب.
وقالت المصادر الأمنية إن طائرة استطلاع إسرائيلية من نوع "إم كي" أطلقت صاروخي جو أرض على منطقة الزهراني -وهي منطقة جبلية وعرة- بجنوب لبنان بين الزرارية وطرفلسية. في حين ضرب الجيش اللبناني وحزب الله طوقا أمنيا حول المكان بعد الحادث.
وذكرت العلاقات الإعلامية في حزب الله أن انفجار الزرارية نتج عن قيام إسرائيل بتفجير عبوة ناسفة عن بعد كانت موجودة على الخط السلكي التابع للمقاومة.
وأكدت في بيان أن "المقاومة الإسلامية أحبطت محاولة التجسس التقني للعدو باكتشافها جهاز تجسس إسرائيلي على شبكة الاتصالات السلكية للمقاومة".