قالت مجلة فورين بوليسى إن المعركة الواقعة على الحدود اللبنانية تمثل المحاولة الأولى للمملكة العربية السعودية لقيادة المعارضة السورية المنقسمة، حيث حملت معركة القصير عواقب مهمة بالنسبة لتوازن قوى المعارضة السورية. وترى المجلة الأمريكية أن معركة القصير يمكن أن تكون المعركة الأولى تحت رعاية سعودية كاملة، حيث تشكل الغزوة الأولى للمملكة خارج دائرة نفوذها على طول الحدود الأردنية، فالرياض تسلمت الآن الدور من قطر التى توصف بأنها الراعى الرئيسى للثوار. كما ترى المجلة أنه يمكن للسعوديين أن يزعموا تحقيق انتصار لهم فى القصير، حيث إنهم وضعوا مختلف قوات الثوار تحت قيادة حليفهم فى الجيش السورى الحر رئيس الأركان الجنرال سالم إدريس. وعلى الرغم من تلقى الثوار فى سوريا مساعدات عسكرية من بلدان مختلفة ومانحين من القطاع الخاص، إلا أن قطر برزت كراع رئيسى للمعارضة منذ البداية، ولكن مع تزايد الضغوط الأمريكية سلمت قطر الملف للسعودية. كما قام أعضاء ائتلاف المعارضة السورية بزيارة لمدة يومين الشهر الماضي إلى الرياض للمرة الأولى للتنسيق مع السعوديين، وطلبت الرياض من مندوبي المعارضة إعادة هيكلة الائتلاف الوطني السوري، وهو ما فعلوه بعد ثلاثة أسابيع، وردا على ذلك، كثفت المملكة العربية السعودية مساعداتها، وقدمت الرياض للثوار 35 طنا من الأسلحة، على الرغم من أن المملكة فشلت في تزويدهم بأسلحة ذات نوعية أفضل والتي كان رئيس الجيش الوطني الحر قد طالب بها. وانضم لواء التوحيد إلى المعارك في القصير في خطوة مهمة، لأن الميليشيا دائما ما عملت بشكل مغلق، وحصري تقريبا، مع القطريين والإخوان المسلمين. ووفقا لمصادر خليجية قريبة من المعارضة السورية، فإن قائد لواء التوحيد عبد القادر صالح التقى في الآونة الأخيرة مع ممثلي المخابرات السعودية لتنسيق الأنشطة العسكرية، وانضم مقاتلو المجلس العسكري في حلب والمنطقة الشرقية من مدينة دير الزور إلى المعارك أيضا. وكان عملاء المملكة قد أحرزوا تقدما على الصعيد السياسي أيضا، حيث اكتسب إدريس مؤخرا سلطات واسعة النطاق داخل الائتلاف الوطني السوري. كما قالت مصادر مطلعة على محادثات المعارضة في اسطنبول الشهر الماضي إن الجنرال حصل على فيتو بشأن 14 ممثلا عن المحافظات السورية، بالإضافة إلى 15 مقعدا للجيش السوري الحر، ليصبح العدد الاجمالى 29 مقعدا - تضاف إلى المقاعد الثمانية التي أعطيت لمشيل كيلو و 13 للقائمة الديمقراطية، ليساهم التحالف المدعوم بشكل رئيسي من الرياض فى توسيع نفوذ المملكة العربية السعودية بشكل كبير وقوض الهيمنة السابقة لجماعة الإخوان. واستمرت محادثات المعارضة في اسطنبول لأكثر من أسبوع، وكانت الجمعية العامة للتحالف التي يهيمن عليها الإخوان قد رفضت في البداية قبول خطة التوسع، على الرغم من الضغوط الشرسة من السفراء الغربيين وممثلي دول الخليج، ولكن وفقا لمصادر خليجية، أعطي أعضاء التحالف إنذارا لمدة يوم واحد قبل أن يقبلوا أخيرا بخطة التوسع. ومن المؤكد أن السعوديين ما كانوا ليقدروا على تعزيز نفوذهم داخل المعارضة من دون مساعدة دول مثل الولاياتالمتحدة والأردن، فالرياض تعمل عن كثب مع جميع اللاعبين تقريبا في الصراع السوري، باستثناء قطر وتركيا، وخلافا للاعتقاد الشائع، فالمملكة تدعم الجماعات المعتدلة وسط الثوار السوريين لمواجهة نفوذ الإخوان ورعاتهم القطريين. وساعد نفوذ المملكة العربية السعودية المتزايد في تهدئة بعض المخاوف المتزايدة بشأن الاتجاهات المتطرفة داخل المعارضة المسلحة، وبطبيعة الحال، فإن المملكة تدعم أيضا الجماعات ذات الميول السلفية لمواجهة الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. كما صعدت واشنطن مؤخرا من جهود الرصد المالي لضمان مرور مساعدات الثوار السوريين عبر إدريس، وفقا لمصادر مطلعة من منطقة الخليج ، إلا أن هذه الجهود ستكون صعبة التطبيق، بسبب أنشطة المانحين من القطاع الخاص الذين يملكون قنوات مع المتمردين السوريين، وأيضا بسبب سوء تنظيم المؤسسات المالية في بعض البلدان، مثل الكويت. وكالات