قدمت إنجلترا دعمًا فاق كل التوقعات لمخابرات الولاياتالمتحدةالأمريكية فى مجال الترحيل السرى والتعذيب. فقد أظهر مشروع بحثى اعتمد على عدد كبير من البيانات والوثائق المتاحة للجمهور أن دعم بريطانيا لبرنامج الترحيل السرى الخاص بالمخابرات الأمريكية بدا أكبر بكثير مما هو معلن ومما اعترفت به إنجلترا بعد الهجمات الإرهابية في الحادى عشر من سبتمبر على الولاياتالمتحدة كما جاء فى صحيفة الجارديان. وتشير الأدلة المجمعة على الموقع التفاعلى للمشروع الذى يعطى خرائط لآلاف الرحلات السرية إلى أن 1,662 رحلة من داخل وخارج المملكة المتحدة بواسطة الطائرات الحربية شاركت فى برنامج الضبط والاختطاف السرى الخاص بوكالة المخابرات. وقام المشرفون على البحث بوضع شهادات من المعتقلين وتقارير من الصليب الأحمر وأدلة من المحاكمات، بالإضافة إلى سجلات الرحلات الجوية والفواتير؛ مما أظهر أن 144 رحلة على الأقل دخلت المملكة المتحدة، ويشتبه فى ضلوعها بهذه العمليات من الترحيل السري. واستطاع الباحثون أن يربطوا بين استخدام 84 طائرة مختلفة لنحو 51 مطارًا بريطانيًّا وبرنامج الترحيل السرى؛ حيث كانت الولاياتالمتحدة وكندا هما الدولتان الأكثر تكرارًا فى زيارة هذه المطارات. أما أكثر مطار بريطانى استخدامًا فهو مطار لوتون، تلاه جلاسكو بريستويك وستانستيد، كما كانت هناك رحلات جوية من وإلى سلاح الجو الملكي نورثولت وسلاح الجو الملكي بريز نورتون. وكان أول تقرير ينشر عن استخدام وكالة الاستخبارات الأمريكية للمطارات البريطانية فى سبتمبر 2005 فى صحيفة الجارديان، وقتها رفض جاك سترو وزيرالخارجية - قائلاً لأعضاء البرلمان فى هذا العام "ليس هناك حقيقة في الادعاءات بأن المملكة المتحدة شاركت في عمليات الترحيل". كما وصف سترو أمام نفس البرلمان التقارير الإعلامية الخاصة بإساءة معاملة بريطانيا للمعتقلين بالهزلية. وفيما بعد أظهرت المحكمة العليا في لندن أن "سترو" أرسل المواطنين البريطانيين بالفعل إلى خليج جوانتنامو في كوبا بعد اعتقالهم في أفغانستان في عام 2001. كما تم رفع دعوى قضائية ضده من قِبَل معارض ليبى كان قد اختطف هو وزوجته الحامل، وأرسلا إلى طرابلس، حيث عذبا هناك. حدث ذلك بعد الحصول على ملفات سرية خلال عملية الإطاحة بمعمر القذافى، حيث عثر على ملفات بها تفاصيل توضح دور المخابرات البريطانية فى هذه القضية.