كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تورط المخابرات البريطانية في برنامج الترحيل السري قامت فيه المخابرات الأمريكية باختطاف أشخاص يشبته في انتمائهم لتنظيم القاعدة ونقلهم لسجون سرية حيث يتم تعذيبهم بشكل منتظم. وأكدت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني الاثنين 22 أكتوبر، أن المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) كانت أبلغت ضباطا بالمخابرات البريطانية عن خططها اختطاف مشتبهين بانتمائهم للقاعدة ونقلهم على متن طائرات إلى سجون سرية حيث يتم تعذيبهم بشكل منتظم للحصول على معلومات ، وذلك قبل أيام من هجمات 11 سبتمبر 2001. واستشهدت (الجارديان) بأن لقاء عقد في السفارة البريطانية بواشنطن، سيتم الكشف عنه في كتاب يصدر عن أحد صحفييها يدعى إيان كوبين، أثار سلسلة تساؤلات حول الإدعاءات المتكررة من ضباط المخابرات البريطانية (إم أي 5) و(إم أي 6) من أنه كان لديهم بطيء في تقدير رد فعل الولاياتالمتحدة على الهجمات وأنهم غير متواطئين في عمليات تعذيب على الإطلاق. ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء قدم إشارة للمسئولين البريطانيين باستعداد أمريكا للانخراط في برنامج اختطاف عالمي أصبح معروفا ب"التسليم الاستثنائي". وضم كتاب كوبين أنه بعد أسابيع قليلة في أوائل شهر أكتوبر 2001، خلال اجتماع سري بمقر حلف شمال الأطلنطي في بروكسل ، وجه مسئولون أمريكيون لائحة من "التدابير اللازمة لزيادة الأمن"، وشملت هذه التدابير رحلات من وإلى سجون سرية في آسيا وأفريقيا وجميع أنحاء أوروبا. وذكرت "الجارديان" أن كوبين أورد أن بريطانيا تعهدت بتقديم الدعم اللوجستي لبرنامج الترحيل السري، مما أدى إلى جعل طائرات (جالفستريم) وغيرها من الطائرات التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية من الزوار المتكررين إلى المطارات البريطانية في طريقها إلى سجون الوكالة السرية". وقال الصحفي البريطاني إيان كوبين إنه على مدى السنوات الأربع المقبلة ستستخدم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية المطارات البريطانية في رحلات التسليم 210 مرات على الأقل. ويكشف كتاب كوبين عن أن واشنطن طلبت من لندن الحصول على إذن لبناء سجن كبير في دييجو جارسيا ، والأراضي البريطانية في المحيط الهندي حيث تمتلك الولاياتالمتحدة لديها قاعدة قاذفات كبيرة هناك، غير أن المشروع توقف لأسباب لوجستية وليس لأسباب قانونية. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه تم استخدام دييجو جارسيا كنقطة توقف لرحلات المخابرات المركزية الأمريكية لنقل المعتقلين إلى سجون سرية في جميع أنحاء العالم. ورغم ذلك أعادت الصحيفة إلى الأذهان أنه ولسنوات وحتى الآن نفى وزراء بريطانيون بشكل قاطع أي تورط بريطاني في برنامج الترحيل السري الأمريكي، مشيرة إلى أنه في أواخر ديسمبر عام 2005 كان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو آنذك صرح أمام مجلس النواب البريطاني بأنه "ببساطة لا صحة للادعاءات بمشاركة المملكة المتحدة في عمليات الترحيل".