أثار قرار الدكتور علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعاقد مع الدكتور أحمد سخسوخ، الناقد المسرحي، ليشغل وظيفة "خبير وطني للمسرح" من ميزانية قطاع شئون الإنتاج الثقافي، ردود أفعال غريبة لدى المسرحيين. جاء أغلبها بضحكات عالية في محاولة للتفسير، وأحتار آخرون في المعنى المقصود من مسمى الوظيفة، فيما اكتفى المخرج الكبير سمير العصفوري ب"لا تعليق". كما اعتبره الفنان عبد الرحيم حسن، مدير مسرح الغد، أحد القرارات العشوائية غير المدروسة التي نعيش فيها وتتوالي علينا يوميًا، ورأت فيه الكاتبة رشا عبد المنعم، استمرارًا لسيناريو دعم أعضاء الجبهة، التي تشكلت في معركة الأكاديمية بين الدكتور سامح مهران و"سخسوخ" العام الماضي، وانضم فيها "علاء عبد العزيز" لجانب سخسوخ، الذي كان يطمح لمنصب الوزير، واعتبرت قرار التعاقد معه بعد تخطيه سن المعاش لا يعني سوى تقديم الترضية والمكافآت لرفاق الجبهة. كما تسائلت "عبد المنعم" عن معايير اختيار الخبير المسرحي، وقالت ل"البديل": من الفترض أن تتشكل لجان تتولى مهمة الاختيار وفق معايير واضحة ومحددة، وتتم تلك الاختيارات من خلال حوار حقيقي مع الجماعة الثقافية. وأضافت أن قرارات الوزير تؤكد أنه قادم بمشروع لتفكيك وتصفية الوزارة، وخلال هذه العملية يمنح الامتيازات لمن يقفون في صفه، مما يؤكد أن فساد نظام الإخوان لا يختلف عن فساد نظام مبارك، وأن النظام لم يسقط، ولذلك فالثورة مستمرة في مواجهة استنساخ النظام القديم، الذي يقوم به الإخوان. واعتبر السينوغراف "حازم شبل"، تعيين "سخسوخ" خبيرًا بمرتب مجزي، هو أقصى ما يستطيع الوزير تقديمه لحليفه و"زميل الحرب في الأكاديمية"، لكونه على المعاش، وإلا لكان منحه سلطات أوسع ومناصب أكبر، مؤكدًا أن القرار أحد تجليات الفساد الذي نعيش فيه. ورأى فيه تعبيرًا عن اختيارات تتواصل مع بعضها، إذا ربطنا بين مَن اختاروا ومَن اختير، بدءًا من رئيس الجمهورية إلى ما تحته، مضيفًا أن هناك رغبة في إلهاء المثقفين في الخلافات، ومحاولة السيطرة على وزارة الثقافة بامتيازات للحلفاء والمقربين ومحاولة استقطاب صغار الموظفين، متناسين أن الوزارة ليست وزارة موظفين، و إنما وزارة رأي عام. وقال "المشكلة أن الوزير الذي احتاج إلى 23 عامًا ليحصل على الدكتوراة، هو أول وزير ثقافة يختار من أكاديمية الفنون، متجاوزًا جميع الهامات الثقافية الموجودة بها". مضيفًا أن ما نعيشه اليوم هو نتاج تراكم سنوات من الفساد، تواصلها القرارات التي يتخذها الوزير الجديد دون دراسة، وإعادة تجارب أثبتت فشلها، مثل قرار انتخاب المديرين في مسارح الدولة، وهو أحد أشكال استبعاد الكفاءات لصالح القادر على الاستقطاب، ومنح امتيازات أكثر لأنصاره لجمع الأصوات. لم يصل أي قرار رسمي حول الموضوع للفنان ماهر سليم، رئيس البيت الفني للمسرح، مؤكدًا أنه تحدث مع الدكتور محمد أبو الخير، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي تليفونيًا اربعة مرات بالأمس الأربعاء، ولم يذكر له شئ عن تعيين "سخسوخ" خبيرًا، متحفظًا بأن هناك الكثير من الأخبار والشائعات المتداولة حاليًا، كشائعة تعيين الدكتور علاء قوقه رئيسًا جديدًا للبيت الفني للمسرح، وهو ما نفاه "قوقه" نفسه في اتصال بينهما. وأوضح أن المصطلح الوظيفي في حد ذاته موجود في الجهاز المركزي للمحاسبات، لكن يطرح التساؤل حول مدى الاحتياج لهذه الوظيفة، وضرورة أن يوافق عليها الجهاز. كذلك نفى الفنان خالد الذهبي، مدير المسرح القومي، اطلاعه على القرار، لكنه في حالة صحة القرار، فإنه يرى أن الدكتور أحمد سخسوخ قيمة مسرحية وأكاديمية كبيرة، وأستاذ تخرجت على يديه أجيال من المسرحيين، وناقد متميز من أكثر المتابعين للحركة المسرحية، وبالتالي فإن تعيينه خبيرًا مسرحيًا ليس مستغربًا. وقال الذهبي "إن الغريب هو المسمى الذي تحمله الوظيفة، فماذا يعني وصف وطني في المسمى الوظيفي؟ هل هناك خبراء أجانب؟ وهل بقية الناس غير وطنيين؟". مضيفًا أن هناك حاجة لانتظار معرفة ما يعنيه القرار، والمقصود بدور الخبير. عبد الرحيم حسن: أحد القرارات العشوائية غير المدروسة رشا عبد المنعم: استمرارًا لسيناريو دعم أعضاء جبهة أكاديمية الفنون حازم شبل: قرار التعيين أقصى ما يستطيع الوزير تقديمه لحليفه ماهر سليم: لم يصل أي قرار رسمي حول الموضوع