فى ظل الارتفاع الزائد فى الأسعار وفى ظل مجموعة من الأزمات مثل أزمة السولار والكهرباء وناهيك عن الأزمات الاستراتيجية، يوجد دائمًا جزء من القضية منسي أو بمعنى أدق طبقة من الشعب المصرى يطلق عليهم المنسيون فى كل تلك الأزمات، يصنفون تحت خط الفقر الذين أصبحوا يزدادون؛ وخصوصا بعد الثورة وفى ظل الربكة الاقتصادية والسياسية التى تمر بها بالبلاد، وعلى الرغم من ان نسبتهم ازداد حتى اصبح اكثر من ربع الشعب المصرى يندرج تحت هذا التصنيف الطبقى، إلا انهم أصبحوا فى عصر النهضة وفى ظل ما يحدث "منسيون". فى جولة سريعة قامت بها "البديل" لرصد بعض حالات من هم تحت خط الفقر، لمعرفة ما هى مطالبهم؟ وكيف يواجهون ارتفاع الأسعار المتزايد فى ظل الانهيار الاقتصادى، وفى ظل عصر النهضة وخصوصا بعد اقتراب من عام كامل فى ظل رئيس انتخابى بعد ثورة ال25 من يناير؟، وكيف يرون القادم وبم يتمنون؟ قالت السيدة أم نبيل، أحد الباعة الجائليين بالشارع، "أنا عندى 65 سنه وعندى شاب مريض وبنت بس خايفه عليها تطلع تشتغل بسبب الانفلات الأمنى اللى إحنا فيه، وبسبب البلطجية اللى موجودين فى الشوارع، علشان كده نزلت انا اشتغل، معنديش عائل ولا عندى دخل ثابت، وبعتمد بس على اللى يطلع لى من الفرشة بتاعتى، الريس أول ما جالنا قال لنا انه هيوفر الخدمات، وقال ان الناس الفقيرة فى قلبه بس من الواضح ان اللى فى قلبه بس أهله وعشيرته واحنا مش في باله من الأساس، الاسعار كل يوم فى ارتفاع ومفيش دخل، ايه الحل ولو انا اتقبض عليا دلوقتى علشان اخرج محتاجه 5000 جنيه مخالفة بسبب القاعدة بتاعتى اللى فى الأرض ديه؟ طيب هما مش قالولنا انهم المفروض يعملولنا اكشاك او سوق نشترى ونبيع فيه بدل ما احنا قاعدين على الأرض كده، نكلم مين ونروح لمين؟، أنا مليش فى السياسة خالص ولا حتى اعرف اى حاجه عن الثورة بس عن نفسى انا فيه ناس جاتلنا هنا وانا مضيت على استمارة تمرد لسحب الثقة، علشان كده كفاية البلد بتضيع وسيناء بتضيع ومفيش شغل ومفيش فلوس ولا أى حاجة". على الواجهة الأخرى قال العربى، لديه صندوق لمسح الأحذية بالشارع ويعانى من إعاقة بقدمه نتيجة لتعرضه لشلل الأطفال، "فضلت 8 سنين بجرى ورا الورق بتاعى علشان اخد من الحكومة كشك اشتغل فيه احسن من القاعدة ديه بس للأسف لم يستجب لى أحد، انا بس عايز أسأل سؤال وحد من المسئولين يرد عليا، احنا فين من كل اللى بيحصل ده؟ واخرة الصراعات السياسية ايه؟ احنا اللى فى النص منسيين، وده السبب ان موضوع زى تمرد نجح وكل الناس مضت عليها، لان الناس حاسه انها مانسية ارتفاع اسعار وازمات فى كل حته، علشان كده الناس تعبت، انا عن نفسى ممضتش على الاستمارة لان معرفش بيجبوها منين، بس لو لقتها اكيد همضى عليها لان مفيش حل تانى وخصوصا بعد ما الرئيس اثبت انه مش هيقدر يدير البلد". من ناحية أخرى رصدت البديل أحد ساكنى المناطق العشوائية "عزبة أبو حشيش"، ذلك المكان الذى هو أشبه بالخرابة، حيث تسكن فيه آلاف الأسر المصرية. حيث تقول أم أسامة "إحنا عايشين 7 أفراد فى أوضه 2 متر فى 3 أمتار مين يقول كده؟، ومعاشى 218 جنيه شهريا بدفع م250 ايجار الأوضة، بناكل اى حاجه علشان نقدر نعيش وساعات كتير بنكمل باقى عشانا نوم زى ما بيقولوا، احنا لما اللحمة بتوحشنا بنشترى هياكل الفراخ ونطبخ عليها لاننا منقدرش نشترى حتى ولو ربع كيلو لحمة او فرخه، الأسعار بقت مولعة واحنا يدوب ماشين بالعافية حتى الشئون الاجتماعية كانت بتصرف لنا 50 جنيه شهريا، وقطعوها من كام شهر فات بسبب ان مبقاش فيه فلوس فى البلد". فيما قالت أم عز، أحد ساكنى المنطقة، "ابنى عنده سرطان بالمخ اتسبب فى فقدان بصره وانا مقدرش اكمل علاجه لانه فى احتياج عمل اشعة دورية وشراء علج بشكل مستمر، وانا معنديش القدرة المالية لكل ده لان دخلى كله على بعضه فى الشهر 300 جنيه بس، احنا فين من كل اللى بيحصل ده؟".