يستقبلك بابتسامة وهو يرتدى زى "البمبوطية" ويسألك عن اسمك وبمجرد أن يعرفه يقوم بتأليف أغنية باسمك وفى ثواني تجده يتغنى باسمك وبعدها يصر ان يخبرك عن تاريخ السويس فى أغنية أخرى فتجد نفسك تردد وراءه حتى أصبح من أشهر الشخصيات فى السويس "انه عم محمد أقدم بائع سكاكين فى السويس" على أحد أرصفة شوارع السويس تجده جالسا أمام فرشة المحمول المليء بسكاكين مختلفة الأشكال والأحجام، وإلى جواره راديو ترانزستور يدير مؤشره ليستمتع بأغاني " السمسمية " مرددا معها أغاني المقاومة والتراث السويسى ويظل يتجول من شارع الى شارع وهو يحمل على ظهره "آلة سن السكاكين" ليحيى كل من يقابله معلنا عن قدومه بصوته الشجي وكلمات تقطر منها الحكمة وتاريخ السويس وهو ما يجذب إليه الناس فيقدمون له المقص و السكين ويقفون ليستمعون لاغاني "عم محمد" الذى يتغنى فيها بأغاني المقاومة والتراث السويسى التى لم يتأثر فيها بالأحداث الجارية والمحيطة او يستمع أغنية باسمة التى يقوم عم محمد بتأليفها فى ثوان ليخرج الهاتف او الكاميرا ويصور الاغنية فى شعور رائع وإحساس بالفخر لأنه يتغنى باسمة. ويبدأ أقدم سنان سكاكين فى السويس حديثة وهو يردد اغنية "سألوني انا مين ... قولتهلم انا بتاع السكاكين ...انا الزمان هدنى انا مين ... انا مين ... انا بتاع السكاكين". فيقول اسمى محمد محمد جاد عمرى 63 عام واعمل بمهنه سن السكاكين منذ ان كان عمرى 18 عام ساعيا فى طلب الرزق بمهنه "انقرضت" ولكنه يصر على مداومة العمل فيها وهو يقوم بتسويقها عن طريق "الغناء" حتى بات من أشهر الشخصيات فى الشارع السويسى ويضيف عم محمد انه دائما ينتظر ايام "عيد الاضحى " وشهر رمضان" حيث يتحول فى شهر رمضان الى "مسحراتى" ويحمل مع آلته "الطبلة" بينما يتحول فى ايام عيد الاضحى الى "جزار" ويقوم بأعمال الذبح والجزارة فى عيد الأضحى. ويبدأ عم محمد يومه بعد صلاة الفجر مباشرة.. يحزم بضائعه وآلته على ظهره ويتوجه من منزله فى بالغريب ليتجول فى شوارع السويس وعندما يستقر بأحد الأرصفة يبدأ فى ترتيب بضائعه من السكاكين يمينا ويسارا، ويبدء فى تشغيل ألته اليدوية ليصدر عنها صرير سن السكاكين الذى يختلط بصوته وهو يتغنى بأغاني المقاومة و"السمسمية". ومع كل سكينة يسنها عم محمد يتذكر سنوات عمره التى قضتها فى خدمة تلك الصنعة، ولا يزال يتذكر الصفعة الأولى من أبيه، حين جرح يده أثناء العمل، ويقول: "كنت عيل واتعورت لقيت أبويا بدل ما يطبطب علىّ، ضربنى بالقلم وقال لى القلم ده هو اللى هيخليك ما تسرحش طول عمرك قصاد الجلخ" ويرفض عم محمد التجول فى الكفور لرفضه سن آلات القتل من الاسلحة البيضاء والسنج والسيوف والتى دائما ما يهدده أصحابها بالضرب وإجباره على سنها بالقوة وعن الأحداث الجارية وتأثيرها علية يقول " ولا يفرق معايا ما يدور من حولي من صراع أو مشاكل لتأكده انه صراع زائل وستبقى مصر يحميها الله وستظل السويس درع هذا الوطن مرددا "انتو نسيتو تاريخنا ولو قريتوه هترتاحو". ويقول اقدم سنان سكاكين "حياتي هى فرشتي وذكريات البطولة والنضال واجد متعتي فى التجول بشوارع السويس لاسترجع هذه الذكريات وما دامت لدى صحة فانا املك كل مقومات السعادة". وينهى عم محمد لقاءه مرددا كلمات أغيته الشهيرة "انا بقول انا سويسى واضحى بعمرى عليها ... انا كنت فى 73 شايل المدفع على اكتافى علشان شرفى وامى واختى وقولت ما يهمنى ... والله من اى عدو بالمرة ... وقولت لازم ارفع راية مصر ... والله سويسى ... سويسى ... وطول عمرى شايل على اكتافى ... سويسى ... سويسى .. ش الله يا غريب ... ش الله يا أربعين ... واضحى بعمرى عشان مصر والسوايسية".