بين مؤيدين يبررون ومعارضين يتوعدون، تبيانت ردود أفعال المصريين، بعد الإعلان عن التعديل الوزاري الجديد، الذي شمل 9 حقائب وزارية فقط بدلًا من 11، والمثير للدهشة أنها لم تتضمن وزارتي الداخلية والإعلام، على الرغم من المطالبة بإقالة كل من صلاح عبد المقصود بعد الاعتراض على سياساته في ماسبيرو وأسلوبه مع الصحفين، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الذي سار على خطى من سبقوه، وجعل القمع والعنف لغة الوزارة في عهده. رصدت "البديل" وجهة نظر السياسيين في الوزراء الجدد والسابقين، حيث قال الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن التعديل الوزاري الجديد ما هو إلَّا مكافأة لبعض لشخصيات الإخوانية ومنهم عمرو دراج وزير التخطيط والتعاون الدولي، الذي كان من أهم قيادات الحرية والعدالة، ويؤكد ذلك تعيين حاتم بجاتو وزيرًا للمجالس النيابية، على الر غم من أن جماعة الإخوان المسلمين هتفت ضده قبل ذلك ووصفوه بالعميل والفلول، وبعدما أصبح وزيرًا يعتبرون ذلك حنكة من الدكتور محمد مرسي. واعتبر أن تغير وزير المالية للمرة الثالثة في عهد الرئيس محمد مرسي يدل على فشله الحكومة في إدارة الأزمات الاقتصادية والمالية التي تمر بها مصر، ولكن القوى السياسية انتظرت طويلًا على أمل أن يكون هناك تغيير شامل للحكومة وعلى رأسها هشام قنديل رئيس الوزراء، وأن يأتي بحكومة توافقية تمثل كل الأطياف السياسية وتضمن الاستقرار السياسي. وأضاف أن الإبقاء على صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، يعد إصرارًا واضحًا على "أخونة" التليفزيون، وكان من المفترض أن يشمل التعديل 11 وزارة، ولم نجد منهم غير 9 فقط وظل اللواء محمد إبراهيم وزيرًا للداخلية، ولم يتغير علي بشر وزير التنمية المحلية، ما يؤكد أن الخطوة كغيرها جاءت مخيبة للآمال ودون توافق مجتمعي. ومن جانبه قال جمال أسعد - الكاتب والمفكر السياسي -: إن الوضع السياسي الحالي يؤكد أننا أمام مشكلة اقتصادية كارثية، تتطلب حكومة وطنية جديدة ولاؤها الوحيد للشعب وليست منحازة لحزب معين، وهو مطلب الشعب المصري الذي ظل ينادي بحكومة توافقية. وأوضح ل"البديل" أن الإصرار على بقاء هشام قنديل رئيسًا للوزراء، على الرغم من أن حكومته عطلت الحياة السياسية والاقتصادية، ووضعت الدولة على حافة الإفلاس، دون إيجاد حل غير قرض صندوق النقد الدولي، وهذا يعكس رغبة الرئاسة في عدم تحسين الأوضاع وإحداث إصلاح حقيقي. وأضاف أن تغيير عدة أشخاص فقط يدل على غياب الرؤية السياسية، فهذا غباء سياسي واضح والإبقاء على صلاح عبد المقصود إصرار على تحدي الرأي العام، فهذا- البوق الإعلامي الفاشل- على حد وصفه للإخوان ، واستمرار سقطاته حين يدلي بتصريحات لا تليق بأن تأتي على لسان تلميذ ابتدائي، وليس وزيرًا للإعلام فكل ما يحدث هو مجرد تحدي للرأي العام.