يؤكد التاريخ أن قادة العمل السياسي، الفاعلين على الساحة هم أبناء الحركة الطلابية، الذين انصهروا داخل الحركة، خلال حقبة الستينيات والسبعينيات، ما يؤكد أهمية العمل السياسي داخل الجامعة، باعتبارها البوتقة الأولى التي ينصهر فيها الطلاب المهتمين بشئون الوطن. وعلى مدى تاريخها واجهت الحركة القمع من الأنظمة المتعاقبة، وفى عهد "مبارك" اقتصر النشاط الطلابي على المنتمين للحزب الوطني المنحل، وواجهت السلطة الغاشمة المعارضة بالقمع، فلم يكن مسموحًا لغير طلاب الوطني ممارسة السياسة، وبعد اندلاع الثورة، التي كان وقودها الشباب، بدأ عدد كبير منهم فى تشكيل حركات سياسية داخل جامعاتهم، إلا أن الإدارة استهدفت قمعهم، بوضعها العراقيل في مواجهتهم، بحرمانهم من ممارسة النشاط السياسي، بقرارات تعسفية، في الوقت الذي يمارس فيه طلاب الإخوان أنشطهم بكل حرية، وبدعم من إدارة الجامعة. "البديل" التقت عددا من قادة الحركات الطلابية فى جامعة القاهرة، للوقوف على العراقيل التى تتعرض لها الحركة، وكيفية ممارستهم نشاطهم، فى الوقت الذى أصدر فيه المجلس الأعلى للجامعات قرارا بوقف العمل السياسي في الجامعات. قال عمر ساهر، المتحدث الرسمي باسم حركة مقاومة، إن بداية ظهور "مقاومة" فى الجامعة، 21 فبراير 2012، وهو يوم الطالب المصري، وبدأت فعالياتها بالاعتراض على لائحة 72، "لائحة آمن الدولة"، موضحا أن العمل السياسي فى الجامعة يزيد من وعى الطلاب، ما يخلق كوادر ترفع من شأن الوطن. أضاف "ساهر" أن الضغوط، التى يتعرض لها الطلاب من قبل المجلس الأعلى للجامعات؛ منها القرار الذى أصدره بشأن وقف العمل الحزبي داخل الجامعات، إضافة الى الضغوط، التى تمارسها الإدارة؛ مثل ما حدث فى جامعة المنصورة، و صيدلة القاهرة، من تعتيم على ميزانية الاتحاد، وبعض القرارت التعسفية التى تصدر ضد الطلبة، بفصلهم من الدراسة لأسباب غير واضحة. أوضح أسامة أحمد، المتحدث الرسمي باسم طلاب الاشتراكين الثوريين بجامعة القاهرة، أن الحركة نشطت فى التسعينيات، و بدأ ظهورها الحقيقي مع الأنتفاضة الفلسطينية،2000/2001، لافتا الى تأثيرها الفاعل فى نشر الوعى السياسى، والفكر الإشتراكى، إضافة الى تأثيرها فى المجتمع، من خلال ظهور من الكوادر، التى خرجت منها، ونشطت في العمل السياسي. قال أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم طلاب حزب الدستور بجامعة القاهرة، إن نشاطهم بدأ 2013، فى معظم كليات الجامعة، وإن عدد الطلاب المنتمين للحركة هم 250، وكان الهدف منها فى البداية، خلق مجتمع واع، يدلل على التغير الذى طرأ على المجتمع، موضحا أن القرار، الذى أتخذه المجلس الاعلى للجامعات بوقف العمل الحزبى داخل الجامعات، يمثل ضغطا كبيرا على طلاب الحركات السياسية . أضاف أسامة أحمد ، المتحدث الرسمى باسم طلاب حزب التحالف الشعبى الاشتراكي، أنه مع بدء نشاط الحركة، كان هدفهم نشر الوعى السياسى والثقافى، عام 2012، عن طريق الندوات والمؤتمرات والأنشطة، لكن إدارة الجامعة اصطنعت العراقيل، ورفضت الموافقة على المطالب التى تقدمنا بها؛ منها عدم توفير القاعات للندوات والمؤتمرات، وتدخل أمن الجامعة فى شئوننا، برفضه تعليق الدعاية للندوات. وأشارت أمنية نبيل، المتحدثة الرسمية باسم طلاب مصر القوية بجامعة القاهرة، إلى إنه تم تدشين الحركة 14يونيو 2012، وأن عدد المنتمين لها 152 طالبا وطالبة، وأنهم يستهدفون، تمتع الطلاب بشخصية مختلفة فى المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية, وتفعيل دورهم للمساهمة فى إعادة بناء حياة طلابية قوية وفعالة، تتميز بالمشاركة وتغليب الصالح العام, وتحقيق نهضة المجتمع، من خلال تخريج كوادر متميزة سياسيا وفكريا، وفى مجال التنمية, وتفعيل مشاركتهم فى الشأن العام، وتبنى مواقف مناسبة حيال القضايا الوطنية. وأوضحت" نبيل" أن الحركات الطلابية لم يكن لها دور بارز فى الفترة الماضية، إلا أنها أصبحت متواجدة بصورة فعالة على الساحة، وتسعى لحل الازمات؛ مثل اللائحة الطلابية, ودعم الحراك الطلابي. "ساهر": قرار "الأعلى للجامعات" يحرمنا من النشاط السياسي "أسامة": تأثيرنا فاعل فى المجتمع ..وهدفنا نشر الوعي "فهمي": الإدارة تصنع العراقيل لحرماننا من التفاعل مع الطلاب