يواصل العالم لرحلة إنهياره الأخلاقي وخروجه عن الإطار الطبيعي للعلاقات بين البشر ليعيش بها ، ومن أجل احترامه ، دخلت دولة فرنسا أمس الثلاثاء ضمن الدول التي جعلت من الشذوذ قانونا وسمحت بزواج المثليين "الأشخاص من نفس الجنس" فيما اعتبره غريبي الأطوار انتصارا للحرية ، بينما يراه الأناس الطبيعين بأنه كارثة بكل المقاييس ، وخروجا أكبر على طبيعة الكون. وجاء تصديق البرلمان الفرنسي على القانون "المشين" أمس بعد جلسة وصفت بالتاريخية وهي بالفعل كذلك ، لأنها كانت جلسة أدخلت فرنسا في نفق مظلم وفي صراع قانوني أخلاقي قيمي لا يعلم أحد على ماذا سينتهي. وصدق البرلمان الفرنسي امس الثلاثاء على القانون بأغلبية وصلت إلى 331 مقابل 225 كانوا رافضين له ، وبحسب ما جاء في تقرير موقع "بي بي سي" الإخباري فإن بموجب هذا القانون الذي سيدخل حيز التنفيذ في يونيو المقبل، فسيسمح للمثليين بالزواج وتبني الأطفال، وبذلك تصبح فرنسا هي الدولة الرابعة عشرة في العالم التي تقر هذا القانون بعد كل من (هولندا - بلجيكا - إسبانيا - كندا - جنوب إفريقيا - النرويج - السويد - البرتغال - أيسلندا - الأرجنتين - الدانمارك - أوروجواي - نيوزيلندا). هذا القانون أراء وردود فعل متفاوتة، فيوجد من هو مؤيد لهذا القانون وآخرون معارضون له، حيث قالت إحدى المعارضات وهي الممثلة الكوميدية "فيريدجى بارجو": سنريهم أن المعركة لم تنته بعد، وأنا أطالب الرئيس الفرنسي بإجراء استفتاء حول هذا الموضوع". ومن المقرر أن يتم عقد أول زواج للمثليين في يونيو المقبل، بحسب ما أكدته وزيرة العدل "كريستيان توبيرا". أما على المستوى الحكومي فقد اعتبرت الحكومة الفرنسية أن التصديق على هذا القانون هو انتصار كبير لها ، لاسيما وأنه كان ضمن الوعود الإنتخابية للرئيس "أولاند" ، والذي اعتبرته جيد في التوقيت الذي يمر فيها الرئيس وحكومته بضغوطات كبيرة من قبل الفرنسيين ، وصلت إلى حد المطالبات بإستقالته والحشد لمظاهرات حاشدة الشهر المقبل لإسقاطه.