"لا يمر يوم إلا وينشر تقرير يوصف بالأمني أو الاستخباراتي، يتحدث عن توجه السي آي إيه في التعامل مع حلفائها في مصر، الإخوان أو النظام القديم، أو عن أن علاقة النظام المصري باتت أقوى مع إسرائيل بعد مبارك، ويعتمد بعض الباحثين في مصر على تلك التقارير للتوصل إلى أفكار أو ترجمات لما يحدث من حراك سياسي يؤثر في رؤية المراقبين وتقييمهم للتيارات السياسية". وتوجهت "البديل" إلى عدد من الخبراء والسياسيين بأسئلة حول تقييمهم لهذه التقارير، وكيفية التعامل معها. وكان من بين السياسيين، الذين توجهت إليهم "البديل"، "صبحي صالح"، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الذي نفى ما قاله "مايكل هايدن" المدير السابق للاستخبارات المركزية الأمريكية، عن دعم المخابرات الأمريكية" لجماعة الإخوان المسلمين في عهد مبارك، وحتى الآن من أجل أن تكون وسيطًا في التقليل من خطر تنظيم القاعدة والقضاء عليه، قائلًا: "هو احنا نعرف القاعدة حتى نتحدث معهم ونصبح وسيطًا للأمريكان". وقال صالح في تصريحاته ل"البديل"، "هذا الكلام كذب ولا أساس له من الصحة ولا يخرج عن إطار الشائعات والمهاترات السياسية، فكيف يعقل أن تتعاون أمريكا مع الإخوان في ظل حكم مبارك، الذي كنا نعد له بمثابة شوكة في الحلق، ونادينا بسقوطه العديد من المرات، وتكبدت أمريكا الخسائر الفادحة بسقوطه". كما نفى أيضا "عماد جاد" الباحث الاستراتيجي بمركز الأهرام ل"البديل" صحة التقارير الأمنية التي تنشر في مراكز الأبحاث والدراسات الدولية والأمريكية، واعتبر الغرض منها "للتسويق"، مضيفا أن الأمريكيين يريدون أن يظهروا أمام شعوبهم بأنهم يمولون جماعات غير متطرفة، ولا تملك ميليشيات أو أسلحة؛ وذلك للحفاظ على أمن إسرائيل وحمايتها. وأضح "جاد"، أن أكبر ما يبرهن على "بطلان" تلك التقارير وخلوها من الصحة، هو إعلان إسرائيل أن التنسيق الأمني بين نظام مرسي و"إسرائيل" تحسن نسبيا، حيث كان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد صرح للإذاعة الإسرائيلية مؤخرا، بأن التنسيق الأمني بين الكيان الصهيوني والإخوان أقوى عما كان عليه وقت مبارك، ونشر موقع "أروتز شيفا" الإسرائيلي، تقريرا منذ أيام حول متانة العلاقات بين البلدين بعد تولي مرسي. وكان "هايدن" قد أشار في مقال له نشر في "شبكة سي إن إن" منذ يومين إلى استراتيجية الوكالة الاستخباراتية في مواجهة الإرهاب، وعن دعمهم لتيارات إسلامية وصلت إلى الحكم في الشرق الأوسط، على اعتبار أن وجودها في الحكم يخفف من خطر القاعدة على الولاياتالمتحدة. من جانبها أكدت كريمة الحفناوي، أمين عام الحزب الاشتراكي المصري، على أن أمريكا تحتوي "الإرهاب" بعد أحداث سبتمبر 2011، وأضافت أن التيارات الدينية أدركت ذلك، وجلس نواب إخوان مع شخصيات إسرائيلية في الخارج، وهذا الأمر الذي لم يعد سرا، مضيفة أن أمريكا تعرف "حجم" التيارات الدينية، وتقوم باستفزازها حتى تحمي مصالحها، وأمن إسرائيل، وسوف تضحي أمريكا بهذه التيارات فور خروج ثورة أخرى، حتى لا تتعرض مصالحها للخطر.