يحتفل الأحرار من كل بلاد العالم في يوم 17 أبريل من كل عام، بيوم الأسير الفلسطيني، فهي لم تكن مناسبة للتأكيد على عدالة قضية الأسرى فحسب، ولكنها تذكرة لكل أصحاب الضمائر على اختلاف توجهاتهم وأديانهم، في شتى بقاع العالم، بعدالة وشرعية القضية الفلطسينية، وفي القلب منها قضية "الأسرى". "البديل" حاورت المسئول الأول في السلطة الفلسطينية عن قضية الأسرى، عيسى قراقع- وزير الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، للوقوف حول معاناة الأسرى الفلسطينين داخل السجون، ومدى بشاعة الاحتلال الصهيوني، وعدم احترامه للقوانين والمعاهدات والاتفاقيات وحتى الأمور الإنسانية. إلى نص الحوار.. س : فى البداية ..ما هى جهود الوزارة في قضية الأسرى على المستوى الدولي؟ الوزارة تبذل جهودًا على المستوى الدولي في تدويل قضية الأسرى، باعتبارها قضية عالمية، وقضية العدالة الإنسانية والمجتمع الدولي، وذلك بعقد سلسلة من المؤتمرات واللقاءات الحقوقية والإنسانية في كافة المنتديات الدولية. س : ماه هى استراتيجية الوزارة لعام 2013 ؟ الوزارة وضعت إستراتيجية لعام 2013 ، بنقل المعركة لأجل حقوق الأسرى إلى كافة المؤسسات الدولية، لا سيما بعد الاعتراف بفلسطين كدولة. س:وكيف يمكن الإستفادة من حصول فلسطين على صفة "دولة عضو مراقب" في الأممالمتحدة ؟ بعد الاعتراف بفلسطين كدولة عضو مراقب في الأممالمتحدة، واستمرار حكومة إسرائيل بعدم الاعتراف بالمركز القانوني للأسرى، وبشرعية نضالهم كأسرى حرية، وبسبب تواصل جرائم الحرب والمعاملة اللاإنسانية بحق الأسرى، أصبح لا بد من استثمار المكانة الجديدةللفلسطينيين في المجتمع الدولي، واستخدام كل أدوات القانون الدولي، لأجل توفير الحماية القانونية للأسرى، وإلزام إسرائيل باحترام أحكام وقواعد القوانين الدولية، في تعاملها مع المعتقلين. س : وما هو موقف الصهاينة تجاة الإلتزامات والإتفاقيات الدولية ؟ إسرائيل تهربت من التزاماتها في كل توصيات الأممالمتحدة، وكافة المعاهدات والمواثيق الدولية المرتبطة بالأسرى، بجانب تهربها من التزامات أخرى، وأبقت هؤلاء في سجونها حتى اللحظة، مما زعزع ثقة الشعب الفلسطيني بالعملية السلمية، خاصة أن الشعب الفلسطيني متمسك بحرية الأسرى كشرط أساس لاستمرار العملية السلمية وللاستقرار في المنطقة، ويرى أن السلام العادل يجب أن يبدأ بإنهاء الاحتلال وتحرير كافة الأسرى وفق جدول زمني واضح وملزم، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. س: ماهى ترتيبات الوزارة لإحياء ذكرى يوم الأسير؟ بدأنا في وضع ترتيبات لعقد سلسلة من المؤتمرات الدولية، والتي ستبدأ غدا في مدينة رام الله، بحضور أكثر من 100 شخصية دولية وحقوقية وبرلمانية، ونشطاء حقوق إنسان من كل دول العالم. س : وما هو المتوقع تنفيذه أثناء اللقاءات؟ ستجرى الترتيبات لعقد لقاء قانوني واسع، مع خبراء في القانون الدولي في لاهاي، خلال شهر يناير القادم، ومؤتمر تحت رعاية الأممالمتحدة، حول وضع الأسرى المرضى، وكذلك بدأت الترتيبات لعقد مؤتمر دولي حول اعتقال الأطفال. كيف يمكن الإستفادة من الحراك السياسي الحالي لصالح قضية الأسرى؟ يأتي يوم الأسير في ظل حراك سياسي، بهدف استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وجولات مكوكية أمريكية وأوربية بهذا الصدد، في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي أوباما للمنطقة، وفي هذه المناسبة تثمن وزارة الأسرى موقف الرئيس الفلسطيني "أبو مازن" والقيادة السياسية، على أهمية الإفراج عن آلاف الأسرى، وعلى رأسهم القدامى والمرضى والنواب والأطفال والنساء، كاستحقاق وطني وسياسي، لبدء أية مفاوضات سياسية. س : كيف تمثل قضية الأسرى في الحلول السياسية ؟ ترى الوزارة أن قضية الأسرى قد أصبحت جزءًا من الحل السياسي، وليست قضية هامشية أو خاضعة للمعايير الإسرائيلية وللشروط العنصرية والابتزاز السياسي، وقد أكد الرئيس أبو مازن، على هذا الموقف عندما قال (إننا استطعنا تثبيت قضية الأسرى، كقضية تفاوضية على قدم وساق، مع قضايا التسوية الدائمة الست: القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأمن). س: هل للمنظمات الدولية أي توصيات تجاه مناصرة قضية الأسرى؟ نعم، وحان الوقت لتنفيذ توصيات الأممالمتحدة والبرلمان الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية، لإرسال لجان تحقيق وتقصي حقائق حول أوضاع الأسرى المتدهورة في السجون ولوضع حد للوضع المأساوي الإنساني والمعيشي، الذي يعيشه الأسرى في السجون والمعسكرات. س : وما هو دور الوزارة في هذه النقطة؟ وزارة الأسرى، دعت بالاستعجال إلى الانضمام إلى اتفاقيات جنيف والوكالات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين، على ما يقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى. س: ما هي المعركة القادمة للشعب الفلسطيني؟ المعركة القادمة للشعب الفلسطيني، هي المعركة القانونية على الساحة الدولية، أمام عدم التزام حكومة إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني الشرعية والعادلة. س: كم عدد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية ؟ يحل يوم الأسير الفلسطيني غدًا ولا يزال نحو4,900 معتقلاً وأسيراً رهن الاعتقال، في أكثر من 17 سجناً ومركز توقيف، بينهم (235) أسيراً من الأطفال، و(14) أسيرة، وتعتبر الأسيرة "لينا الجربوني"، من المناطق المحتلة عام 1948، والمعتقلة منذ 18 أبريل / نيسان 2002، أقدمهن في الاعتقال، وهي تقضي حكمًا بالسجن الفعلي 17 عاماً، و(14) عضو مجلس تشريعي بالإضافة إلى وزيرين سابقين. س : كم عدد القرارات الإدارية التي أصدرتها السلطات الصهيونية منذ 1967؟ سلطات الاحتلال، أصدرت منذ العام 1967، أكثر من خمسين ألف قرار، بالاعتقال الإداري (ما بين قرار جديد أو تجديد الاعتقال الإداري) منهم 23 ألف قرار، منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر 2000، بقي منهم (168) أسيرًا رهن الاعتقال الإداري، دون تهمة أو محاكمة حتى الآن، كما تشير بياناتنا إلى وجود ( 533 ) أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد (مدى الحياة). س : كم عدد الأسرى المرضى داخل السجون الإسرائيلية ؟ يصل عدد الأسرى المرضى إلى 1400 حالة مرضية، و25 أسيرًا مصابون بالسرطان، فمع نهاية شهر مارس من العام الجاري وصل عدد الأسرى الفلسطينيين المرضى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى قرابة ( 1400 ) أسير يعانون من أمراض مختلفة ، بينهم ( 170 ) أسيراً بحاجة إلى عمليات عاجلة وضرورية ، و( 85 ) أسيراً يعانون من إعاقات مختلفة ( جسدية وذهنية ونفسية وحسية )، و ( 16 ) مقيمون بشكل دائم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، و( 25 ) أسيرا مصابون بمرض السرطان ، وكان قد استشهد أحدهم وهو الأسير ميسرة أبو حمدية في الثاني من الشهر الجاري جراء إصابته بالسرطان بالحنجرة ، والخطر يهدد حياة المرضى كافة . س : وماذا عن أعداد الشهداء الأسرى ؟ يبلغ عدد الشهداء من الأسرى (204) أسيراً منذ عام ،1967 بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو القتل العمد بعد الاعتقال، أو نتيجة استخدام الضرب المبرح والرصاص الحي ضد الأسرى، بالإضافة إلى مئات الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم من السجن، متأثرين بأمراض ورثوها عن السجن والتعذيب والإهمال الطبي، أمثال "أشرف أبو ذريع وزهير لبادة ومراد أبو ساكوت وهايل أبو زيد"، والقافلة تطول، وأن ( 123 ) أسيراً ويشكلون ما نسبته ( 63 % ) من إجمالي الشهداء كانوا قد استشهدوا في الفترة الممتدة من العام 1967 وحتى بدء انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر2000 ، وأن ( 81 ) أسيراً استشهدوا منذ سبتمبر عام 2000 وحتى اليوم وكان آخرهم الشهيد "ميسرة أبو حمدية". س: ما مفهوم مصلحات "الأسرى القدامى" و "جنرالات الصبر" و "عمداء الأسرى " ؟ " الأسرى القدامى " وهو مصطلح يطلق على الأسرى الذين اعتقلوا قبل إتفاقية أوسلو، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو عام 1994 ، ولا يزالوا في السجون الإسرائيلية قد بلغت حتى مطلع أبريل الجاري ( 105 ) أسيراً، وأن عمداء الأسرى منهم وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عامًا قد ارتفع إلى (77) أسيراً ، فيما "جنرالات الصبر" وهو مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد قد بلغ عددهم (25) أسيراً. س : من هو أقدم أسير فلسطينى ؟ يُعتبر الأسير "كريم يونس" من المناطق المحتلة عام 1948، والمعتقل منذ يناير 1983 هو عميد الأسرى وأقدمهم جميعاً، لكن ما أحب أن أشير إليه هو أن هؤلاء "القدامى" كان من المفترض أن ينعموا بالحرية منذ سنوات طويلة، وفقا للاتفاقيات الموقعة ما بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية وتحديدًا، اتفاقية شرم الشيخ الموقعة في 4 سبتمبر 1999، والتي نصت على (أن الحكومة الإسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 سبتمبر 1993، والذين اعتقلوا قبل 4 مايو 1994 أي قبل إعلان والمبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية) . س : ماذا يمثل الأسير "سامر العيساوي" للأسرى والشعب بأكمله ؟ بداية..يحل يوم الأسير الفلسطيني في ظل استمرار الإضراب الملحمي التاريخي للأسير المناضل سامر العيساوي منذ 9 شهور، وفي ظل تدهور وضعه الصحي وتعرضه للموت المفاجئ في أية لحظة، وأن إضراب العيساوي ومماطلة حكومة إسرائيل الطويلة في الإفراج عنه، يعتبر قرارًا وتوجهًا بقتله وإعدامه مع سبق الإصرار، من خلال تعاملها باستهتار مع كل النداءات والتحركات الفلسطينية والعربية والدولية، ويعتبر إضراب العيساوي، محكًا ومنعطفًا سياسيًا وأخلاقيًا للمجتمع الدولي، ومواثيقه الحقوقية والإنسانية ولعملية سلام عادلة في المنطقة. س : بما تحذر العدو الصهيونى حول حياة العيساوى ؟ أحذر من استشهاد العيساوي بسبب اللامبالاة الإسرائيلية لأنها سوف تفجر الأوضاع في السجون وخارجها، وأن الشعب الفلسطيني لن يحتمل سقوط شهداء جدد في صفوف الأسرى . س : هل هناك لاستشهاد الأسرى داخل السجون الصهيونية تأثير على الغضب الشعبي ؟ حينما سقط 12 شهيدا منذ عام 2009، وثلاثة شهداء أسرى منذ بداية عام 2013 وهم :"أشرف أبو ذريع وعرفات جرادات وميسرة أبو حمدية"، أشعل شرارة الغضب الشعبي واعتبر مؤشرًا على استمرار جريمة الإهمال الطبي واستمرار التعذيب بحق الأسرى وانتهاك إسرائيل لكافة المعايير الدولية والإنسانية. س: ما هي أكثر الأعوام التي شهدت سقوطا للأسرى؟ شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، حيث استشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي. أخبار مصر- البديل