وصف مجلس مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية، في سجون الاحتلال الإسرائيلي ب«جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها قوات دولة الاحتلال ومصلحة سجونها بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين». وأعرب المجلس في بيانه، الذي حصلت «المصري اليوم» على نسخة منه، عن قلقه البالغ على حياة المعتقلين المضربين عن الطعام مثل سامر العيساوي وسامر البرق ويونس حرب، وأيضًا على حياة المعتقلين والأسرى المرضى. وطالب المجلس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بضرورة التدخل العاجل لتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على الظروف الصحية والطبية للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وظروف وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية. والعمل الجاد والفوري للإفراج عن الأسرى المرضى والأسرى المضربين عن الطعام. كما دعا مجلس مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في الأرض الفلسطينيةالمحتلة باحترام مهامها والتزاماتها بموجب انتدابها الدولي كحارسة للقانون الدولي الإنساني والعمل الجاد والفوري على ضمان حصول الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين على الرعاية الصحية والطبية المكفولة لهم بموجب القواعد الآمرة في القانون الدولي الإنساني واتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة. وطالب المجلس السلطة الفلسطينية بالمسارعة إلى الانضمام إلى اتفاقيات جنيف الأربع وميثاق روما الأساسي المنشأ لمحكمة الجنايات الدولية. والانخراط الفعلي في الجهود الحقوقية الساعية إلى محاسبة دولة الاحتلال وفرض المقاطعة عليها وسحب الاستثمارات منها. وتوفي صباح الثلاثاء، الأسير ميسرة أبو حمدية (64 عاماً)، في قسم العناية المركزة في مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الشهيد ميسرة عدة مرات في أواخر الستينيات وأواسط السبعينات رهن الاعتقال الإداري ونفته إلى الأردن في العام 1978 ليعود إلى فلسطين في عام 1998، وعاودت قوات الاحتلال اعتقاله مرة أخرى في العام 2002، وحكم عليه في العام 2005 بالسجن المؤبد. وكان الأسير ميسرة، وهو أب لأربعة أطفال، يعاني منذ العام 2007 من عدة أمراض منها نزيف في المعدة، وضغط الدم العالي، وارتفاع حاد في الكوليسترول، إلا إنه لم يحصل على العلاج اللازم في السجن ليتفاقم وضعه الصحي، ويصاب بالهزال وتناقص الوزن وفقد القدرة على الكلام، وإصابته بالسرطان في الغدد والحنجرة. ولم توافق إسرائيل على طلب السلطة الفلسطينية ولم تستجب لمناشدات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية بإطلاق سراحه فوراً لتلقي العلاج واكتفت بنقله من سجن «إيشل» إلى مستشفى «سوروكا» قبل 48 ساعة فقط من وفاته. و تشير بيانات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية العاملة في قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بأن أكثر من 1000 أسير ومعتقل فلسطيني يعانون من أمراض متفاوتة فيما اعترفت مصلحة السجون الإسرائيلية مؤخراً أن خمس وعشرون معتقلاً وأسيراً فلسطينياً مصابون بمرض السرطان. ووقع على بيان مجلس مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، 12 منظمة حقوقية، من بينهم، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، مركز الحق، مركز الميزان لحقوق الإنسان، مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان. من جانبها، قالت الناشطة الفلسطينية، جنان عبده، مديرة مشروع «الحرية للأسرى» في المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، ل«المصري اليوم» من الناصرة، إن استشهاد الأسيرة ميسرة أبو حمدية، «جريمة ضد الإنسانية تضاف إلى جرائم الحرب الإسرائيلية بحق الأسرى». وأضافت عبده: «أبو حمدية ليس الأسير الأول وللأسف لن يكون الأخير، الذي يستشهد في السجون الإسرائيلية، ما دام صمت المجتمع الدولي بحكوماته وعلى رأسها الولاياتالمتحدة قائمًا ويعطي غطاءًا وشرعية لإسرائيل لتنفذ جرائمها حيث تضرب بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية التي ترعى حقوق الأسرى». وتابعت الناشطة الفلسطينية في قضية الأسرى، وزوجة الأسير أمير مخول: «إسرائيل لن ترتدع وحدها، المجتمع الدولي مطالب بالتدخل لحماية الفلسطينيين والأسرى ضمنهم، ونحن نعمل من أجل تشكيل ضغط دولي لحماية الأسرى والكشف عن الأوضاع التي يعانون منها وفضح سياسات إسرائيل التي تنتهكها وندعو السلطة الفلسطينية لنتعاون جميعا في هذا الأمر».