قال الدكتور علاء رزق -الخبير الاقتصادي والاستراتيجي -عقب زيارة الفريق صدقي صبحى إلى ليبيا الشقيقة إنها تحمل دلالات مهمة كثيرة خاصة فى أعقاب القبض على قذاف الدم بالقاهرة ومحاولات تسليمه إلى السلطات الليبية ،وقيام الحكومة الليبية بإمداد الحكومة المصرية ب 200 مليون دولار قرضًا دون فائدة وذلك في ضوء التقارب الشديد بين الحكومتين والتعاون الأمني بينهم. وأكد أن توقيت الزيارة جاء متأخرا كثيرا لأننا نعلم جيدا أن حالة الفراغ الأمني الذي حدثت بعد الثورة في مصر كان أحد أهم أسبابها هو تهريب الأسلحة عبرالحدود مع ليبيا والتى أدت إلى حالة من الفراغ الأمنى وتهديد الأمن المصري خاصة الجهة الشرقية بمصر "سيناء" وبعض مناطق الصعيد بالإضافة إلى تهريب المخدرات عبر منفذ السلوم بصورة كبير عقب الثورة وأكد على ضرورة التركيز على معرفة " هل سيكون هذا التنسيق مع الجانب الليبي عبر حلف الناتو أم أن الأمور ستكون بخلاف هذا ؟ " . وأضاف أن إقامة اتفاقية بين الدولتين بشأن الحد من تهريب الأسلحة أمر جيد للغاية لأنها بالطبع تحد من تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية الليبية إلا أن هذه الاتفاقية في ظل التواجد للحلف الشمالي الأطلسي " الناتو " في ليبيا " لن يكون إيجابيًا لأن أصابع الاتهام تشير إلى ضلوع حلف الناتو في تهريب الأسلحة الى مصر لإيجاد الذرائع للتدخل في الشأن المصري وهو ما جاء على لسان " دي كيرشوف " -رئيس مكافحة الارهاب في الاتحاد الأوروبي- عندما صرح بأن تنظيم القاعدة أصبح موجودا في مصر وعلى الاتحاد الأوروبي ضرورة التدخل وأشار دكتور علاء إلى أن هذا يدل على أن هناك مخططا مدبرا لتهيئة مسرح الأحداث بسيناريو محدد بالتفصيل. وأشار إلى أن اتفاقية التعاون العسكري المشتركة بين مصر وليبيا قائلا: "إن مصر لها خبرة عسكرية كبيرة لقد قامت من قبل بتكوين جيش عراقي وتكوين الشرطة الفلسطينية بالإضافة إلى تدريب عدد من كوادر المنطقة العربية داخل مصر كما أن مصر من أقرب الدول الى ليبيا وتمتلك عقيدة قتالية عظيمة وأضاف قائلا " أنا أعتقد أن تدريب عناصر جيش ليبى بالاستعانة بالخبرات المصرية سوف يكون بالتنسيق مع حلف الناتو التي بسطت سيطرتها على الاوضاع الليبية". وقال اللواء محمد سعيد قدري -رئيس وحدة الدراسات العسكرية والأمنية في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية- بالأهرام أن ليبيا تحتاج كثيرا إلى مصر للاستعانة بها في هذا المجال، وأشار إلى أن ذلك كان موجودا سلفا وتوقف مؤقتا ويحاولون الآن استئناف هذه الفكرة كما أكد على عملية التعاون في المجال العسكري. وأضاف أنه رغم مقتل السفير الأمريكي في ليبيا إلا أنهم يدعمو التعاون بين الجيش الليبي والمصري وأكد على استعداد مصر على دعم الجيش الليبي من خلال دورات تدريبية عسكرية لتكوين جيش ليبيى قوي خاصة أن ليبيا جارة مباشرة لمصر، كما أن التعاون العسكري يجدد العلاقات بين البلدين مرة أخرى. وأكد اللواء قدري أن التعاون العسكري بين مصر وليبيا لا يحد من الانفلات الأمني داخل مصر الناتج عن تهريب الأسلحة عبر منفذ السلوم، خاصة أن هناك جهات مجهولة الهوية هي التي تقوم بتجارة الأسلحة وتهريبها من ليبيا إلى سيناء وغزة ومن المؤكد أن الحكومتين ترفضان هذا الأمر بشدة وتحاول التصدي له وهذا ما توجب علينا الفصل بين الأمرين السابق توضيحهما.