استمرت عمليات النهب والسلب الثلاثاء في بانغي، وما زال من الصعب تحديد حصيلة أعمال العنف بعد يومين من الفوضى عقب الانقلاب الذي أتاح لتمرد سيليكا الإطاحة بالرئيس فرنسوا بوزيزيه الذي كان يتولى الحكم منذ عشر سنوات. ويقول جنود قوة الفصل الإقليمية: إن عشرات الجثث كانت لا تزال متناثرة الاثنين في شوارع العاصمة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال جورجيوس جورجنتاس المندوب الأعلى للجنة الدولية للصليب الأحمر في إفريقيا الوسطى: "لا نستطيع إعطاء أرقاما في الوقت الراهن لكن ثمة عدد كبير من الجرحى والقتلى". وأضاف أن "متطوعي الصليب الأحمر منتشرون في المدينة لمساعدة الجرحى وجمع الجثث". وتقوم دوريات مشتركة من القوة المتعددة الجنسية لإافريقيا الوسطى (فوماك) وتمرد سيليكا، بالحفاظ على الامن في العاصمة التي فرض فيها حظر للتجول من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00. وقال جندي من قوة فوماك طالبا عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "المدينة كبيرة جدا، وثمة عمليات نهب وسلب في كل مكان، ومن الصعب مراقبة كل شيء". وأعلن دجوتوديا، الموظف السابق الذي انتقل الى التمرد في 2005، في تصريح صحافي الاثنين انه سيقود البلاد خلال ما سماه "فترة انتقالية توافقية تستمر ثلاث سنوات". وقال "اعتبر ان من الضروري تعليق دستور 27 نوفمبر 2004 وحل الجمعية الوطنية وكذلك الحكومة. خلال هذه الفترة الانتقالية التي ستقودنا الى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة سوف احكم بموجب مراسيم". وفي أعقاب هجوم أول للتمرد في ديسمبر، وقع اتفاق سلام في 11 يناير في ليبرفيل، تشكلت بموجبه حكومة "وحدة وطنية" وتألفت من أعضاء في فريق الرئيس بوزيزيه ومن التمرد والمعارضة. لكن المتمردين أخذوا على النظام أنه لم يحترم الاتفاق واستأنفوا القتال في نهاية الأسبوع الماضي، فطردوا من الحكم بوزيزيه الذي لجأ إلى الكاميرون. وهرع المئات من سكان إفريقيا الوسطى صباح الثلاثاء إلى العاصمة؛ لمعرفة ما حصل. وأطلق المتمردون النار في الهواء بطريقة عشوائية لتفريق التجمعات، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس. واستؤنفت الحركة بشكل خجول في بعض الأحياء، كما في سوق كومباتان القريب من المطار حيث شوهدت كميات قليلة من اللحوم والفواكه على المناضد. لكن أعدادًا كبيرة من السكان أوقفوا الدوريات وقالوا لعناصرها بالسانغو، اللغة الوطنية: "اننا جائعون". وأكدت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين أنها تعرضت لعملية سلب، وطالبت "بتمكين السكان من الحصول فورا على العناية الصحية". وأضافت أن "عمليات أطباء بلا حدود قد تعرقلت كثيرا وتعذر إجراء عمليات لمصابين في حالة خطرة". وقال مصدر عسكري: إن الجيش الفرنسي تلقى طلبًا للمساعدة في إنهاء عمليات السلب والنهب. وقتل الاثنين هنديان عن طريق الخطأ برصاص جنود فرنسيين كانوا يقومون بحماية مطار بانغي. ودانت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الاثنين استخدام القوة للاستيلاء على السلطة في بانغي وطالبا باحترام المدنيين. وعلق الاتحاد الإفريقي مشاركة إفريقيا الوسطى في المنظمة. وفرض أيضا عقوبات على سبعة مسئولين في تحالف سيليكا المتمرد، ومنهم دجوتوديا. وكالات أخبار مصر- دولي- البديل