أطلق مجموعة من المسرحيين دعوة للتجمع في ساحة الأوبرا أمام مسرح الهناجر في السابعة مساء الثلاثاء القادم 26 مارس؛ للتنسيق لإعلان اعتراضهم على إقامة الدورة السادسة للمهرجان القومي للمسرح والتي تفتتح في اليوم التالي، وتتواصل فاعلياتها لمدة أسبوعين، واعتبروا أن إقامة المهرجان محاولة لتزييف الواقع والتغطية على الأوضاع المتردية للمسرح. أطلق الدعوة المخرج الشاب محمد مرسي، وانضم إليها الكاتب الكبير محمود الطوخي وعدد من المسرحيين. صاحب الدعوة المخرج محمد مرسي قال إن ما يشغل مقدمي الدعوة هو مناقشة مشاكل المهنة وما يحدث فيها من خروقات كثيرة، مضيفًا أنه قدم اقتراحًا للقاء وتبادل الرأي حول الصيغة التي يعمل بها المسرحيون للدفاع عن مهنتهم، وأوضح أنه في اجتماع الثلاثاء سيقرر الموجودون بشكل جماعي ما يريدون عمله، مشيرًا إلى أنه من الغريب أن تقفل العروض بعد 15 يومًا ويقال بسبب عدم وجود ميزانية بينما تتوفر ميزانية في ذات الوقت لإقامة مهرجان لإعلان أن المسرح في خير حال، مضيفًا أن المفاجأة الساخرة أن تقتصر جوائز المهرجان على شهادات التقدير، فيما تذهب ميزانيته إلى اللجان والموظفين، ويحرم منها صناع الفن. وقال الشاعر والكاتب المسرحي خميس عز العرب أحد من المشاركين ل "البديل" إن الهدف من الدعوة طرح أسئلة حول أسباب اقامة المهرجان في هذا التوقيت الغريب، بينما نصف مسارح الدولة مغلق وبتكلفة تبلغ نصف مليون جنيه منها 250 ألف جنيه مخصصة لمكافآت اللجان والموظفين، مضيفًا "كم مسرحية يمكن إنتاجها أو يمد عرضها وكم مسرح يمكن إصلاحه بهذه الميزانية! وقال "سنطالب بقوائم تفصيلية بالمكافآت ومن يحصلون عليها وما دور الموظفين في مكتب الوزير الذين سمعنا عن تخصيص مبالغ كبيرة لاثنين منهم وما المبالغ التي يحصلون عليها؟ و لماذا لم تخصص جوائز مالية في المهرجان؟"، ولفت إلى أن "مجموعة كبار السن ممن استفادوا من النظام القديم قبل الثورة ما تزال تسيطر على لجان المهرجان والمكتب الفني، أسماء في الستينيات والسبعينيات، فأين جيل الوسط والشباب؟ وكيف يتوقع من هؤلاء أن يواكبوا ما يحدث اليوم في المجتمع والحركة الفنية؟"، وأشار "لا بد أن يحدث تباين في الأعمار في اللجان لتحقيق التواصل بينها"، وألمح إلى أن تفاصيل المهرجان مثيرة للجدل بدءًا من مشاهدة العروض على سي ديهات وهو ما لا يتيح مشاهدة جيدة للحكم على الحالة المسرحية، وعدم اشتمال لجنة المشاهدة على مخرج، إضافة إلى المخالفات العديدة للائحة المهرجان في العروض المختارة، كذلك الاختيار الغريب لستة عروض فقط للبيت الفني للمسرح، منها أربعة من مسرح الطليعة الذي كان مديره الفنان ماهر سليم مدير المهرجان، و هو ما يفرض علامات تعجب واستفهام حول غياب التنوع في عروض البيت الفني، متسائلاً : أين عروض المسارح الأخرى القومي والكوميدي والشباب؟ مشيرًا إلى أنه من المفترض أن لكل مسرح توجهًا مختلفًا، فأين التنوع في العروض؟ خميس قال إن الوقفة أو الاعتصام - وفق ما يتفق عليه الفنانون يوم الثلاثاء - المزمع القيام بها في افتتاح المهرجان تمثل محاولة لإعلان موقفهم أمام الإعلام والوزير الذي يصر على تجاهل المسرحيين، وتوصيل رسالتهم بأن مشاكل المسرح أكبر كثيرًا من مداراتها ب "شو" إعلامي، مضيفًا "ليعتبرونا إحدى فقرات المهرجان، نقدم لهم الجانب الآخر من الصورة الذي لا يريدون رؤيته، حيث يتضرر الفنانون من إغلاق العروض بعد 15 يومًا وإغلاق عروض حققت نجاحًا بحجة الميزانية"، لا فتًا إلى أن "المشكلة لم تعد رسالة الفن السامية فقط، وإنما أيضًا تدمير حياة أولئك الفنانين الذين يعتمدون على مكافآت العروض لإعالة بيوتهم"، وتساءل: إذا أراد منظمو المهرجان تنشيط الحركة المسرحية كما يقولون أليس الأجدى إصلاح المسارح المغلقة وإنتاج أعمال جديدة وتشغيل الفنانين بدلاً من إظلام المسارح بحجة الميزانية والانشغال بمهرجان لأسبوعين؟ مضيفًا أن التواجد الحقيقي هو أن تضاء المسارح بالعروض في وقت نحتاج فيه إلى الرسالة التنويرية للمسرح في مواجهة التيارات الظلامية، وليس المسرح ببعيد عن هجماتها، مشيرًا إلى مخاوف من أخونة مبطنة من خلال التضييق على عروض تنتقد الإخوان كعرضي "عاشقين ترابك" و"سلقط في ملقط "، مضيفًا أن المسرح منوط به أن يحقق التوازن في المجتمع في مواجهة الأفكار الرجعية، لكن هذا لن يتحقق سوى بالتواجد المستمر والبناء طويل المدى من خلال حلول حقيقية وليست الحلول الاستعراضية.