سكان تكريت العراقية يحنون إلى عهد صدام حسين، ويفضلون قبضته الأمنية على فوضى الميليشيات الأهلية التي غرقت فيها البلاد بعد الغزو الأمريكي، كان هذا تعليق مراسل صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية في معقل صدام حسين بتكريت العراقية، وكان آخر مرة زار فيها العراق منذ عشر سنوات. يقول مراسل الصحيفة، إنه على مدار فترة حكم صدام حسين التي استمرت ثلاثة عقود، تمتعت قبيلة الناصري في المدينة الواقعة شمالي بغداد التي ينتمي لها الرئيس السابق بمميزات و رفاهية غير مسبوقة شملت الحصول على أفضل الوظائف في الجيش و الشرطة إضافة إلى أفضل الخدمات في كافة الأماكن بمجرد الانتماء للقبيلة أو حتى لهذه المدينة. لكن كل ذلك بحسب "ديلي تليجراف" تحول إلى نقمة بدأت بقصف جوي لمقر حزب البعث في المدينة و لم ينته عند المضايقات الأمنية الدائمة على يد القوات العراقية، و تجميد الولاياتالمتحدة حتى الآن للممتلكات والأصول المملوكة لعائلة الناصري الذي أصبح اسمها يغلق نفس عدد الأبواب التي كان يفتحها من قبل. و يستطرد فريمان قائلا: إنه رغم مرور 10 سنوات على الحدث إلا أن تكريت ما زالت تحي ذكرى ابنها حتى أن السلطات العراقية أغلقت الضريح الذي يرقد فيه حتى لا يتحول إلى مزار للحجاج البعثيين على حد تعبيره. وبحسب مراسل "تليجراف" الذي أجرى عدة مقابلات مع سكان المدينة فإن تكريت تشعر بالحنين لفترة حكم صدام السلطوية و الدولة الأمنية رغم إدراكهم لقسوتها في عهده، وذلك قد يرجع إلى ارتفاع نسب العنف و الإرهاب و عدم الشعور بالأمان منذ سقوطه. فسقوط صدام من وجهة نظر سكان تكريت أخذ البلاد من هوة القمع و التطرف السياسي إلى مستنقع الطائفية و التطرف الديني.