قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن القوات المسلحة المصرية تظهر علامات على نفاد صبرها بشكل متزايد تجاه قادة البلاد الإسلاميين، حيث تنتقد بشكل غير مباشر سياساتهم وتصدر تهديدات مستترة باحتمالية السيطرة مرة أخرى على السلطة. وأشارت الوكالة الأمريكية في تقرير مطول لها إلى أن التوترات المتزايدة في جميع أنحاء مصر تثير شبح تدخل عسكري مثل الذي حدث عام 2011 عندما حل الجنرالات محل الرئيس السابق حسني مبارك بعد الإطاحة به في ثورة 25 يناير الشعبية. وأوضحت أن هذه التوترات والضغوط تأتي في الوقت الذي يشعر فيه كثير من المصريين باليأس من إمكانية التوصل إلى نهاية وشيكة للمأزق السياسي بين الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من ناحية، وبين معظم المعارضة العلمانية والليبرالية من جهة أخرى. وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أنه بدأت أحداث توتر عندما انتشرت شائعة أن مرسي يخطط لإقالة وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي؛ بسبب مقاومته لإخضاع الجيش تحت سيطرة الحكومة التي يهيمن عليها الإخوان. فعلى ما يبدو أن السيسي قد أغضب مرسي الشهر الماضي عندما أشار إلى استعداد الجيش للتدخل، محذرًا من أن الدولة سوف تنهار إذا لم يتم العثور على حل للأزمة السياسية. وفي تصريح آخر في وقت سابق من هذا الشهر، نقل عن السيسي قوله إنه لن يسمح أبدًا بأن يتم الهيمنة على القوات المسلحة من قِبَل جماعة الإخوان المسلمين، أو أي مجموعة أخرى، مؤكدًا على الهوية الوطنية للجيش المصري. وذكر تقرير الوكالة الأمريكية إلى أن الشائعات حول إقالة السيسي يشتبه على نطاق واسع أنها كانت بالونة اختبار أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين لقياس رد الفعل العسكري والعام. ومع ذلك لم يرد الجيش بشكل رسمي على هذه الشائعات، إلا أنه تم تداول تصريحات على نطاق واسع نقلاً عن مصدر عسكري مجهول يهدد فيها بأن أي محاولة لإزالة كبار القادة العسكريين ستكون "انتحار" للحكومة، وتحدث عن غضب واسع النطاق داخل القوات المسلحة. وعلى الرغم من أن الجيش نأى بنفسه عن إصدار أي بيان رسمي، لكن الوضع كان خطيرًا بما فيه الكفاية بالنسبة لمرسي لإصدار بيان مساء الاثنين يبدو أنه يهدف إلى تهدئة المؤسسة العسكرية، حيث ذكر البيان تقدير مؤسسة الرئاسة للقوات المسلحة المصرية وأن الرئيس لديه ثقة في الجنرال السيسي. ولكن هذا البيان، الذي حمل وسائل الإعلام مسئولية نشر "الأكاذيب والشائعات"، على ما يبدو لم يفعل شيئًا يذكر لتخفيف حدة التوتر. وأشارت الوكالة إلى أن الجيش وجه أيضًا إهانة علنية لمرسي عندما اختار قادة الجيش عدم فرض حظر التجول ليلاً، والذي أعلنه مرسي على مدن القناة الثلاث على خلفية أعمال عنف مميتة الشهر الماضي. وفي تحدٍّ مباشر للرئيس، قال العديد من كبار القادة الميدانيين العسكريين إنهم لن يستخدموا القوة ضد المدنيين في المدن الثلاث. واعتبرت الوكالة أنه في ظل تعمق حالة الفوضى في البلاد وانهيار الاقتصاد والاستياء من إدارة الرئيس مرسي ومحاولة الإخوان الهيمنة على السلطة، قد تكون فكرة الانقلاب العسكري تطورًا مرحبًا به لدى كثير من المصريين. ولكن قد لا يكون الجيش على استعداد لإدخال نفسه مرة أخرى مباشرة في السياسة أو الحكم بعد أن تشوهت هيبته بشدة بانتقادات لاذعة خلال فترة إدارته للفترة الانتقالية ما بعد مبارك. مع وضع هذا في الاعتبار، هناك أسئلة جدية حول عما إذا كان التدخل العسكري يمكن أن يحل أيًّا من مشاكل مصر في وقت قصير بما يكفي لتهدئة غضب السكان من الفوضى والمعاناة من العامين الماضيين. لكن في الوقت ذاته، الجيش ربما يخاطر بمزيد من تشويه السمعة إذا لم يقم بتحريك البلاد بسرعة على أرض أكثر صلابة. ومع ذلك، قد يكون هناك ما يكفي من النية الحسنة تجاه الجيش لإعطائه فرصة أخرى. أخبار مصر – صحافة - البديل Comment *