رحب عددٌ من المثقفين باستقالة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، معتبرين قراره معبرًا عنهم ويتماشى مع استقالة الدكتور جابر عصفور وعماد أبو غازي من نفس المنصب احتجاجًا على ممارسات الحكومات المتعاقبة بعد قيام الثورة بدءا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى الرئيس محمد مرسي. وقال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي: " أنا أعرف عرب، وهو رجل فاضل وجاد، وسبق واستقال من هذه (الوظيفة) بسبب جائزة الدولة، ونال هجومًا على هذا الأمر ولكنها كانت طريقته فى الانسحاب من هذا الموقع فى ظل حكم "الإخوان"، والذى أظن أن موقفه منهم لا يختلف عن موقفنا جميعًا". وأضاف الأبنودي: أظن أن عرب وجدها فرصة لغسل يديه من جرائم حكومة الرئيس محمد مرسي، والعودة إلى موقعه كمثقف وطني، بعيدًا عن هذا الإجرام غير المسبوق على مر تاريخ مصر – حسب قوله. أما الشاعر عبد المنعم رمضان، فقال: " فاجأنى الخبر، فممارسات صابر عرب طوال وجوده في الوزارة أيام حكومة الجنزوري، واستقالته من أجل الحصول على جائزة الدولة، والعودة عندما طلبوا منه، يجعلنى لا أصدق الأسباب المعلنة لاستقالته". وأضاف: "وإن كان هذا حقيقيًّا، فنشكره على كل حال، ولنا فى الأمر بشرى، فقد سبقت استقالة الدكتور جابر عصفور رحيل الرئيس مبارك، وسبقت استقالة الدكتور عماد أبو غازى رحيل المجلس العسكري، و يبدو بعد استقالة عرب، أن رحيل مرسي قد اقترب". واختتم رمضان حديثه قائلاً: "صابر عرب كوزير ثقافة لم يقدم شيئاً للمثقفين، ولا أصدق أن من أسباب استقالته هو تهميش المثقفين، فالمثقفون مهمشون من قِبَل افتتاح المعرض بوقت طويل، ولذلك فثمة سبب لا نعرفه". ويرى الروائي جمال الغيطانى أن "عرب" تصور أن بإمكانه أن يلعب دورًا إيجابيًّا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فى هذه المرحلة الحرجة، وهو ما دفعه لقبول المنصب، مشيرا إلى أن قراره بالاستقالة يستحق التحية. وأضاف الغيطاني أنه يتمنى أن يكون وزير الثقافة القادم منتميًا لجماعة الإخوان المسلمين، كي يرى الجميع الصورة واضحة تمامًا عنهم، مشيرا إلى أن المثقفين سيجدون أنفسهم مضطرين للدفاع عن الثقافة المصرية بأنفسهم في هذه الحالة، مطالبا بنشر "ثقافة المقاومة"، بين الشباب والمثقفين، مشيرا إلى أن المثقفين لهم باع طويل فى هذا الاتجاه. واكتفى الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة السابق، والذى استقال أيضا فى ظروف مشابهة احتجاجا منه على تعامل المجلس العسكرى مع للمتظاهرين فى نوفمبر 2011، بقوله: "أحترم قراره، فقد أخذ الموقف الذى أملاه عليه ضميره أمام الشعب وأمام نفسه". ومن جانبه قال الشاعر سيد حجاب: إنه بعث للدكتور عرب، صباح اليوم برسالة قال فيها: "صباح الحق والخير والجمال، وتحية إجلال لموقفك النبيل الذي يعبر عن المثقفين جميعًا". وأضاف أن وزير الثقافة الحالي والسابق والأسبق، استقالوا جميعًا اعتراضًا على الممارسات الاستبدادية للسلطة، وتضامناً منهم مع شباب الثورة". ورفض الشاعر فاروق جويدة التعليق على خبر الاستقالة وقال: "رفضت هذه الوزارة 4 مرات من قبل، ولا أريد أن أتحدث فى مثل هذه الأمور، وكفى الله المؤمنين شر القتال". كذلك قال الشاعر فاروق شوشة: إن الأسباب الحقيقية وراء استقالة الوزير غير واضحة بالنسبة له، مشيرًا إلى أنه في انتظار "عرب" أن يُصدر بنفسه بيانًا يوضح فيه أسباب استقالته، قائلا: "من يقبل منصباً فى هذه الأيام فهو يحمل رأسه على كفه". Comment *