ترتبط مصر وإيران بعلاقات دبلوماسية تاريخية قديمة، قويت حينا وفترت أحيانا، اتصلت وانقطعت إلى أن قامت ثورة 25 يناير وساد جو من الترقب المتفائل الحذر لعودة العلاقات بين البلدين. بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران بعد التوقيع على اتفاقية "أرض روم" بين الدولة الإيرانية والعثمانيين في العصر القاجري، وفي الاتفاقية أن الدولة الإيرانية تستطيع تأسيس قنصليات لها في الولايات العثمانية. ويعتبر أول سفير إيراني في مصر هو جاجي محمد صادق خان عام 1869 م. وتوطدت العلاقة بين البلدين، إلى الدرجة التي وصلت إلى المصاهرة بزواج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، بمحمد رضا بهلوي وهو نجل شاه إيران عام 1939. تأزمت العلاقة بين إيران ومصر عندما اعترفت إيران في عهد عبدالناصر بإسرائيل بشكل كامل، وعندما استطاعت الثورة الإيرانية الإطاحة بحكم الشاه وحاشيته، لم يتغير الوضع بل انقلبت الأدوار،حيث استضاف رئيس مصر أنور السادات الشاه، مما أثار استياء الدولة الإسلامية الوليدة في إيران، ووقعت مصر اتفاقية السلام مع اسرائيل فزاد التوتر، بعد أن هاجمت إيران السادات إثر التوقيع عليها عام 1979. وهو نفس العام الذى أقيمت فيه الجمهورية الإيرانية الإسلامية، متحولة من حكم نظام ملكي للشاه محمد رضا بهلوي، إلى جمهورية إسلامية عن طريق الاستفتاء، ومنذ ذلك الوقت أيضا ثارت الشبهات حول ما سمي "بتصدير الثورة " إلى المناطق المجاورة، واستمرت العلاقات المتوترة بين القاهرةوطهران في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك. ومما أثر سلبا في العلاقات بين البلدين عرض فيلم وثائقي اسمه "إعدام الفرعون" في عام 2008، حيث يتناول الفيلم حادثة اغتيال محمد أنور السادات رئيس مصر الأسبق والذي استقبل شاه إيران بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، ويصف الفيلم أنور السادات بالخائن، ويصف قتلته بالشهداء، ويأتي فيه أن سبب قتل أنور السادات هو "توقيع اتفاقية كامب ديفيد من العدو الصهيوني". وبعد ثورة 25 يناير أعلنت الدبلوماسية المصرية رغبتها في فتح علاقات جديدة مع كل الأطراف بما فيها إيران، وشارك محمد مرسي أول رئيس مصري بعد الثورة في قمة عدم الانحياز في طهران، والتقى بالرئيس نجاد. تمثل بعض الأمور الإقليمية عائقا في العلاقات بين البلدين مثل الملف السوري، الذي تدعم إيران فيه سوريا كجزء من محور المقاومة ضد إسرائيل، بينما تنشط جماعة الإخوان في سوريا ضد بشار الأسد. كما ان هناك تحفظات لدى كثير من الدول الإقليمية، بالإضافة للولايات المتحدة والغرب على مثل هذا التقارب، الذى من المؤكد أن سيشكل نقلة نوعية لكلا البلدين الكبيرين وستكون إسرائيل هى الخاسر الأكبر ولكن ذلك يظل مرهونا بحسن الجوار وحسن النوايا. بالفيديو..مراسم استقبال"مرسى"للرئيس الإيرانى بمطار القاهرة نجاد: اتفاق القاهرةوطهران يعنى تحرير فلسطين اليوم ..نجاد فى مشيخة الأزهر أحمدى نجاد: المواطن الفقير.. القائد البسيط أحمدي نجاد يزور القاهرة لأول مرة بعد انقطاع العلاقات لعقود Comment *