شهدت المناظرة التي أقيمت أمس الأربعاء بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 44 حول موضوع "المرأة والثورة" نقاشًا حادًّا وخلافات جذرية ومشادات كلامية بين طرفي المناظرة مارجريت عازر، الأمين العام المساعد للمجلس القومي للمرأة وعضو مجلس الشعب السابق، ود. منال الطيبي مدير المركز المصري لحقوق السكن والناشطة الحقوقية، ومنال أبو الحسن أمين المرأة بحزب الحرية والعدالة بمحافظة القاهرة، وبين هدي عبد المنعم القيادية الإخوانية. بدأت د. منال أبو الحسن القيادية الإخوانية حديثها بانتقاد تنظيم المعرض وقلة عدد الحضور قائلة "كنت أتوقع حضورًا أكثر من ذلك. أين المسؤلون عن الدعاية لندوات المعرض؟"، وعقبت "عندما ننظم ونعد لندوة بحزب الحرية والعدالة تمتلئ المقاعد بالجمهور". وهذا ما جعل إحدي السيدات ترد عليها قائلة "لا أحد يفضل الخروج والمشاركة في أي ندوة في مثل هذا الوقت الذي تسيل فيه دماء المصريين.. الكل يبكي على حال البلد". ولم تعقب أبو الحسن، وبدأت في الحديث عن دور المرأة في الثورة، حيث قالت "بعد عقود من كبت الحريات خرجت المرأة المصرية في 25 يناير لتنادي بالحرية للمصريين جميعًا.. لم يكن لديها أي مطالب خاصة ولم نرصد أي حالة تحرش واحدة؛ لأن وسائلنا في الثورة كانت نظيفة وأخلاقية، ولكنها للأسف تبدلت الآن إلى البلطجة وقيم الثورة المضادة غير النظيفة، ووجدنا مجموعة من السيدات ينزلن التحرير بمسيرات ولم نشاهدهن على الإطلاق في الثورة، ووجدنا أخريات يقذفن بالحجارة رجال الأمن، وهنا شوهت صورة المرأة المصرية، فالنساء اللائي يوصفن بأنهن ثائرات هن من شوهن صورة المرأة، ثم بعد ذلك ينددن بالعنف ضدهن". وأشادت أبو الحسن بسيدات التيار الإسلامي قائلة "لدينا أكثر من ثلاثة آلاف قيادية يستطعن النهوض بالمرأة". وتعقيبًا على ما قالته أبو الحسن قالت د. منال الطيبي الناشطة الحقوقية "أنا إحدى المشاركات في الثورة، أفتخر بأنني قمت بقذف الحجارة على رجال الأمن الذين كانوا يقومون بقتلنا بالرصاص الحي والخرطوش"، وأضافت "قذفي بالحجارة ضد من يعتدي علينا هذا شرف لي". واستفاضت الطيبي في حديثها عن دور المرأة في الثورة وما تعرضت له من انتهاكات في الدستور الجديد، حيث قالت "من خلال مشاركتي في الجمعية التأسيسة للدستور وجدت أن ما حدث فعليًّا هو انتهاك لحقوق المرأة، حيث تمت المساومة على بعض الحقوق الخاصة بالمرأة من أجل الحصول على الحقوق الأخرى، وهذه الصفقة لم يشارك فيها التيار الإسلامي فقط، بل التيار الليبرالي أيضًا الذي كان يساوم ويضحي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالمرأة للحصول على الحقوق السياسية". وشنت الطيبي هجومًا على سيدات الحرية والعدالة بسبب رفضهن تجريم الاتجار بالنساء ورفضهن أيضًا تجريم العنف ضد المرأة، موضحة "سيدات الحرية والعدالة رفضت المواد التي تجرم العنف ضد المرأة، ورفضت المواد التي تجرم الاتجار بالنساء رغم أن مصر أصبحت مقرًّا للاتجار بالبشر؛ وذلك لتقليل سن زواج الفتيات"، وتابعت قائلة "تم إلغاء تمكين المرأة في مجلسي الشعب والشوري، واستغلت أصوات المرأة، بل واستخدمت في حملة طرق الأبواب لدعم المرشح الإسلامي في الانتخابات". وأضافت الطيبي أن هناك مخططًا من جانب تيار محدد لقهر النساء وكسرهن نفسيًّا من خلال حملات التحرش الجنسي المنظمة من بعض الجهات والتي تمارس همجيتها ووحشيتها على النساء والفتيات الثائرات بالتحرير، وأيضًا من خلال الحملات الدعائية في القنوات الفضائية الدينية والتي تصور المرأة على أنها جسد ووعاء للرجل وهدف للجنس فقط"، وختمت الطيبي حديثها قائلة "حقوق المرأة بعد الثورة تحتاج إلى ثورة". وفي سياق متصل قالت مارجريت عازر "إنه لم يكن هناك إرادة سياسية من جانب التيارات التي تبنت الفكر الظلامي على تقديم كوادر نسائية، بل مارسوا العديد من الانتهاكات ضد المرأة، وبدا ذلك واضحًا من خلال تهميشها في الجمعية التأسيسة للدستور وفي قانون الانتخابات الحالي". وأضافت عازر "التيارات الإسلامية تنتهك حقوق المرأة، بل وتشوه صورتها من خلال دفاعها عن مفاهيم دينية خاطئة؛ للحفاظ على مصداقيتها في الشارع المصري على حساب المرأة"، مشيرًا إلى أن "ما تم في الدستور، خاصة القيام بإلغاء المادة 67، هو انتهاك صارخ لحقوق المرأة، ويثري ثقافة معينة داخل المجتمع المصري". وردت القيادية الإخوانية د. هدي عبد المنعم قائلة "إن المادة 67 تم إلغاؤها بناء على رغبة الجمعيات النسائية"، واختتمت قائلة "تم إبلاغ الجمعية التأسيسة للدستور من جانب د. وحيد عبد المجيد أن الجمعيات النسائية تطالب بإلغاء هذه المادة، وبناءً على ذلك تم الإلغاء". أخبار مصر – ثقافة - البديل د. منال أبو الحسن: النساء اللائي يوصفن بأنهن ثائرات هن من شوهن صورة المرأة د. منال الطيبي: تمت المساومة من التيار الإسلامي والليبرالي على بعض حقوق بالمرأة للحصول على حقوق سياسية