حكى محمد المنسي قنديل عن تجربته ورحلته الروائية وعن إيمانه بالكتابة التي لا يعتبرها شيئاً جامداً بل روحاً تترجم عوالم كاملة نعايشها وكثيراً ما تستعصي على الترجمة .. عرف نفسه بأنه بالأساس كاتب أطفال -كتب لهم ولايزال بشعف كبير- فيما تزل قدمه أحياناً ليكتب للكبار.وذلك في اللقاء المفتوح معه على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب, بحضور الروائي سعيد الكفراوي والكتاب الروائي محمد محمود طه. أشار قنديل إلي تجربة جيله الذي عانى أزمة الوجود وآلاف الأسئلة التي لم يجد لها إجابات حقيقية كتب تجربته الروائية "انكسار الروح" عام 1988 وكعادة الرواية الأولى التي تحمل الكثير جداً من سيرة حياة الكاتب حملت هذه الرواية نصيب كبير من سيرة ورحلة محمد المنسي قنديل. انقطاع الكاتب فترة طويلة عن كتابة الرواية اعتبره هو شخصياً انقطاع حقيقي عن الكتابة رغم أنه كان يمارس الكتابة يومياً، ثم كانت رحلته إلى سمر قند التي ألهبت روحه للعودة مرة أخرى فكانت "قمر على سمرقند". وعن "يوم غائم في البر الغربي" رأى المنسي أن أهم ما بها أنها حكت عن تفتح عيون المصريين على هويتهم الحقيقية بعد أن كانوا مجرد أرقام تموت في الأوبئة والحروب، فبدأوا مرةً أخرى يشعرون بأنهم ذوات وأشخاص وليسوا مجرد كمٍ جامع. ولكن تلك الفترة من الوعي لم تستمر كثيراً للآسف،فعاد المصريون مجدداً مجرد أرقام تموت في القطارات والعبارات وحوادث الإهمال اليومي المتكرر ..ومن هنا جاءت أهمية ثورة الخامس والعشرين من ينايرفي نظر الكاتب والتي لم تكتمل للآسف حتى الآن اكتمالاً سعيداً .. الأمر الذي دفع الكاتب لاختيار نهاية متشائمة لروايته الجديدة "أنا عشقت" والتي كانت موضوع الندوة اليوم. عرّف الكفراوي محمد المنسي قنديل إلى جمهور المعرض بالروائي والقاص الذي درس الطب وهجره من أجل شغفه بالأدب مما جعله يعيش حيرة الكاملة بين عالمي العلم والإبداع. وذكّر الحضور بأن المنسي قنديل بدأ رحلته الأدبية منذ الستينيات وهو صاحب المجموعات القصصية "من قتل مريم الصافي" و"احتضار قط عجوز" و"بيع نفس بشرية" و"آدم من طين" بينما كانت أول رواياته رواية "انكسار الروح" ثم رواية "قمر على سمر قند" التي عاد بها للرواية بعد هجران طويل ثم الرواية الشهيرة "يوم غائم في البر الغربي" التي ضمتها القائمة القصيرة لجائزة البوكر عام 2010 ثم رواية "أنا عشقت" التي ناقشها المقهى اليوم وكانت بمثابة غوص لاكتشاف الروح والاقتراب من تلك المساحة الغامضة من النفس الإنسانية من خلال شخوصها: "علي" الذي نزح للقاهرة باحثاً عن "حسن الرشيدي" الذي تجمدت حبيبته "ورد" في مسافة بين الحياة والموت في انتظار عودته. فيما قام الدكتور "محمد محمود طه" الكاتب والروائي أيضاً بعمل قراءة في فصول الرواية الطويلة التي تصل صفحاتها ل450 صفحة والذي اعتبرها في منطقة متوسطة بين أدب الرحلات والمغامرات حلل فيها الكثير من الأفكار التي تضمنتها الرواية وقدم بعض الانتقادات لما وجده غريباً أو غير متماشياً مع الروح الأساسية للرواية ككل. وكان المقهى الثقافى قد أحيا اليوم ذكرى المخرج والكاتب والباحث السينمائي الراحل"مدكور ثابت" المولود عام 1945 الذي افترق عن عالمنا في الخامس من يناير من العام الحالي .. شارك في الندوة كل من الفنان "فاروق رشيدي" والكاتب والمخرج السينمائي "محمد كامل القليوبي" وصديق الراحل "خالد زرجاني". والراحل الذي شغل عدة مناصب أهمها رئاسته لأكاديمية الفنون والمركز القومي للسينما والرقابة على المصنفات الفنية .. كان عضواً بارزاً في حركة السينمائيين الشبان في الستينيات وممن أولوا اهتماماً كبيراً بالسينما التسجيلية لإيمانه بدورها الحقيقي في التاريخ المرئي للأحداث والمراحل. "كل مصري هيسمع اسمه" كان فيلم ثابت الأخير الذي وثق فيه لأحداث الثمانية عشرة يوماً التي أسقطت مبارك وأجبرته على التنحي إلا أن القدر لم يمهله لإتمامه. وللراحل رصيد كبير من الكتب منها: "النظرية والإبداع في سيناريو وإخراج الفيلم السينمائي"، "كيف تكسر الإيهام في الأفلام"، "موسوعة نجيب محفوظ والسينما" في مجلدين كبيرين. وحصل على الجائزة الدولية الأولى في إخراج الأفلام التسجيلية من مهرجان قرطاجنة الدولي لأفلام البحر عام 1993 .. تم منحه العديد من الدروع والجوائز وشهادات التقدير محلياً وعالمياً وأوردت موسوعة "إيدي ميديا" الفرنسية ضمن أهم أحداث العام فيلميه "ثورة المكن" عام 1967 و"حكاية الأصل والصورة" عام 1970. Comment *