قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن الاشتباكات الدامية والفوضى التي اندلعت في مدينة بورسعيد بعد الحكم على 21 من مشجعي كرة القدم بالإعدام تكشف فشل القوى السياسية الإسلامية في تقديم رؤية موحدة تبلور آمال الثورة التي أنهت 30 عاما من الحكم الفاسد. وأضافت الصحيفة الأمريكية أن أعمال العنف أمس التي أسفرت عن مقتل 31 تؤكد الاضطرابات الواسعة والانشقاقات السياسية المتعمقة في البلاد، وفي الوقت ذاته تبين كيف أصبحت مصر متوترة ومحمومة بعد عامين من الإطاحة بحسني مبارك. وأشارت إلى أن سلسلة الأزمات – من بينها الاقتصاد المتعثر بشدة-التي طغت على مرحلة الانتقال نحو الديمقراطية في مصر جعلت من الواضح جدا أن القوى السياسية الإسلامية فشلت في تقديم رؤية موحدة تبلور آمال الثورة التي أنهت 30 عاما من الحكم الفاسد. بل بدلا من ذلك، أصبحت البلاد غارقة فى متاريس وشرطة مكافحة شغب تنتشر بقنابل غاز مسيل للدموع وأمهات تتلقى توابيت أبنائهن القتلى. وفي السياق ذاته، اعتبرت الصحيفة أن إراقة الدماء التي حدثت تشير إلى أن الشرطة، التي هي رمز النظام القمعي لمبارك، لا تزال مكروهة بشكل عميق ولا تزال تعاني حالة من الفوضى، مشيرة إلى أن القوات المسلحة المصرية قامت بنشر جنودها ومدرعاتها في عدة مدن لحماية السجون والمباني الحكومية الآخرى من النهب والإحراق. وأوضحت "لوس أنجلوس تايمز" أن التذمر والغضب ينتشر منذ سنوات خاصة في أوساط الشباب في المدن الصناعية على طول مدن القناة (الإسماعيلية، بورسعيد، السويس)، لذلك هذه احتجاجات هذه المدن غالبا ما تكون أكثر تصادمية من احتجاجات القاهرة. ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن هذه الاضطرابات تأتي في الوقت الذي يحاول فيه مرسي تهدئة المخاوف الدولية بشأن إدارته للبلاد لأن مصر بحاجة ماسة إلى الاستثمارات الأجنبية والمنح لتخفيف الدين العام وإنعاش الاقتصاد. وذكرت أن صدور الحكم في قضية مذبحة بورسعيد كان من المتوقع أن يكون شرارة اندلاع أعمال عنف وإراقة دماء. فيرى كثيرون أن الأحكام شوهت صورة المدينة وقدمت مشجعي النادى المصري لكرة القدم ككبش فداء بدلا من التركيز على تواطؤ ضباط الشرطة وعناصر الأمن السابقين التابعين لبقايا نظام مبارك. Comment *