فى إطار متابعة الصحف العالمية للأحداث الراهنة فى مصر، قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية ضمن تعليقها على الاشتباكات التى وقعت فى بورسعيد أول من أمس (السبت)، أظهرت كيف أصبحت مصر محمومة ومتوترة بعد عامين من الإطاحة بحسنى مبارك. «لوس أنجلوس تايمز» أضافت أن سلسلة من الأزمات أربكت مرحلة مصر الانتقالية نحو الديمقراطية، وأوضحت أن القوى الإسلامية السياسية فشلت فى توفير رؤية موحدة تغلف آمال الثورة التى أنهت 30 عاما من الحكم الفاسد. مضيفة: «على العكس من ذلك، كانت هناك القنابل الحارقة تتوهج فى المتاريس، وشركة مكافحة الشغب تقبع، والأمهات تجر توابيت أبنائهن الضحايا». فضلا عن الاقتصاد المتدهور وسط ازدراء متزايد للرئيس محمد مرسى وحزبه التابع لجماعة الإخوان والمنعزل إلى حد كبير.
وأضافت الصحيفة أن بورسعيد أصبحت قصة ثانوية من الاضطراب السياسى فى مصر، مشيرة إلى أن إراقة الدماء التى عقبت الحكم على المتهمين فى مجزرة بورسعيد، أوضحت أن الشرطة لا تزال ملعونة وتعانى من حالة من الفوضى.
كما أشارت إلى أن التذمر ينتشر بصورة أكبر بين الشباب فى المحافظات الصناعية على طول قناة السويس: الإسماعيلية وبورسعيد والسويس. وقالت إن هذه المدن تغلى غضبا منذ سنوات، وإن محتجيها كانوا الأكثر عدوانية وهجومية مقارنة بهؤلاء فى القاهرة.
ونقلت عن أحد أعضاء الأولتراس، رفض ذكر اسمه: «ننتظر حكم 9 مارس. هذه المعركة كانت بيننا وبين هؤلاء المسؤولين من الجيش والشرطة والحكومة، تعهدنا إما القصاص وإما الفوضى.. سننتقم».
أما صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فقالت إن حكومة مصر الجديدة فقدت السيطرة على إحدى المدن الكبرى (بورسعيد) يوم السبت، مضيفة أن أعمال الشغب التى اندلعت فى بورسعيد بمثابة التحدى الأكبر لجهود الحكام الإسلاميين الجدد الذين تعهدوا بإعادة النظام بعد عامين من الفوضى، وبعصر جديد من احترام القانون.
وأوضحت الصحيفة أن المعارك التى اندلعت بالتزامن مع الذكرى الثانية للثورة المصرية تأججت بسبب خليط من الكراهية ضد الزعماء الإسلاميين الجدد والضيق من الإنجازات الضئيلة للثورة حتى الآن.
وتابعت الصحيفة أنه لا يتضح كيف ستستعيد الحكومة الوليدة السيطرة على بورسعيد من دون قمع وحشى للحشود أو استسلام لمطالبها، مضيفة أن كلا الخيارين ربنا يتسبب فى مزيد من الغضب فى شوارع القاهرة وعبر أنحاء مصر.
ومن جانبها وصفت مجلة «نيويورك بوست» الأمريكية أعمال الشغب والاشتباكات فى بورسعيد بأنها إحدى نوبات العنف الأكثر دموية منذ الإطاحة بمبارك، وأضافت أن العنف هو أزمة أخرى تواجه الرئيس محمد مرسى، وأنه يحتاج الآن إلى تهدئة التوترات بدرجة كافية من أجل عقد انتخابات برلمانية سلسلة فى أبريل المقبل.
