رأت صحف أمريكية وبريطانية أن الأحكام التي صدرت على المتهمين في مذبحة استاد بورسعيد شوهت المدينة، وجعلتها كبش فداء للمتهمين الحقيقيين من ضباط الشرطة السابقين ورجال النظام المخلوع الذين حرضوا على إثارة العنف خلال مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي، والتي وقعت فيها المذبحة لزعزعة استقرار البلاد. وقالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية إن الاشتباكات الدامية التي اعقبت الحكم خلفت نحو 30 قتيلا في شوارع بورسعيد، لتشير إلى كيف أصبحت مصر بعد عامين من الثورة، وأنها أصبحت متوترة، لتزيد جراحها الاقتصادية وسط موجة من رفض الرئيس المصري محمد مرسي. وأضافت :"لقد طغت سلسلة من الأزمات على المرحلة الإنتقالية لمصر نحو الديمقراطية، وأظهرت فشل القوى الإسلامية في تقديم رؤية موحدة تضمن آمال الثورة التي أنهت 30 عاما من الحكم الفاسد، وبدلا من ذلك أصبحت القنابل الحارقة تضئ المتاريس، والأمهات ترى أبنائها في التوابيت شهداء". ونقلت الصحيفة عن الناشطة هبة محفوظ قولها :"ما يحدث في بورسعيد اليوم يجعلني لا أعرف الخطأ من الصواب.. انتزعت العاطفة من المصريين ونحن الآن نقتل بعضا بعض." وأوضحت إن مدن العنف انتشر في مجن القناة (بور سعيد والاسماعيلية والسويس)، حيث ينتشر التذمر خاصة في أوساط الشباب، في وقت يحاول الرئيس مرسي تهدئة المخاوف الدولية بشأن حكمه للبلاد، خاصة أن مصر بحاجة ماسة للاستثمارات الأجنبية والمنح لتخفيف الدين العام وإنعاش الاقتصاد، فالقاهرة تسعى للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، وانتشار الاضطرابات لا توحي بإمكانية حصولها عليه. وأشارت الصحيفة إلى أن صدور الحكم في قضية كان متوقع أن تكون شرارة لإراقة الدماء، ويرى العديد أن الاحكام شوهت صورة المدينة وجعلتها كبش فداء للمتهمين الحقيقيين من ضباط الشرطة السابقين، ورجال مبارك المحرضين الأساسيين لأحداث الشغب لزعزعة استقرار البلاد. وأيدت صحيفة البريطانية أن بورسعيد كانت كبش فداء للقاتلين الاساسيين، وقالت إن قوات الجيش انتشرت في المناطقة الحيوية في بورسعيد عقب محاولة أهالي المتهمين اقتحام سجن بورسعيد العام ومحاولة تهريب ذويهم، مما دفع الشرطة لاستخدام الرصاص الحي ضدهم، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا وإصابة أكثر من 300 . وأضافت إن أهالي بورسعيد يشعرون أنهم كبش فداء للمتهيمن الاساسيين من الشرطة وقوات الأمن، التي حرضت على ارتكاب مجزرة بورسعيد أو على الاقل لم يفعلوا شيئا لوقف المذبحة بسبب الكراهية المتبادلة بين الشرطة والاولتراس. وأضافت إن الاجواء في المحكمة بالقاهرة لم تكن تختلف كثيرا عن الاجواء في بورسعيد حيث عمها الهرج بهجة بالحكم، حيث قفز أهالي الضحايا فرحا بالحكم، الذي صنع أجواء احتفالية خارج ملعبه، وتجمع الآلاف من مشجعي النادي الاهلي، وأغلقوا الشارع الذي يؤدي إلى الملعب وأخذوا يغنون ويلوحون بأعلام ضخمة ويقرعون الطبول. وأوضحت إنه رغم موجة الفرح فإن بعض مشجعين الأهلي لا تزال غاضبة من عدم إدانة أي مسؤول أمني كبير، فمثل نظرائهم في المصري، جمهور الأهلى يرى تورط الشرطة في التخطيط للمجزرة أو عدم تدخلهم لوقفها بسبب دورهم في ثورة يناير 2011.