رغم الإقبال الكبير من جانب الجمهور علي معرض الكتاب في اليومين الأولين من الافتتاح "23 ، 24" يناير، إلا أن هذا الإقبال لم يستمر طويلا حيث انعدم تقريبا لتزامن موعد المعرض مع الذكري الثانية لثورة 25 يناير، وانتقل جمهور المعرض إلي ميدان التحرير والميادين الأخرى لمواصلة مسيرة الثورة، وبالتجول داخل أروقة المعرض لوحظ هدوء تام وإقبال ضعيف علي دور النشر، وأيضًا علي مكتبات سورالأزبكية. الأجواء الهادئة لم تكن فقط من جانب الجمهور بل كانت من جانب المثقفين والمحاضرين بالندوات الثقافية المختلفة الأمر الذي أدي إلي إلغاء العديد من الفعاليات حيث ألغيت ندوة مناقشة كتاب "التفاؤل والطاقة الخلاقة في أيام التحرير"، وتحولت مناظرة " مستقبل التعليم" إلى محاضرة ألقاها د- محمد سكران حيث غاب باقي المتحدثين، وهم " كمال مغيث- أحمد الحلواني- أشرف عبدالقادر- محمد السروجي". "اليوم النهارده معدوم" هكذا بدأ علي العسلي صاحب مكتبة العسلي بسور الأزبكية حديثه ل"البديل" حيث قال "البدايات كانت مبشرة بالخير حيث شهد يوم 24 إقبالا كبيرا من جانب الجمهور إلا أن ماحدث اليوم غير طبيعي فحركة البيع منعدمة تقريبا لأن الفضائيات المصرية سببت رعبا كبيرا للناس وبدأت تتحدث عن تطور الأحداث في ذكري الثورة". وعن الأزمة بين اتحاد الناشرين وسور الأزبكية أرجع العسلي الأزمة إلى شراء بعض البائعين بالسور الكتب والروايات الجديدة من دور النشر وتصويرها وبيعها بسعر زهيد، ولذلك قامت الهيئة العامة للكتاب المسئولة عن تنظيم المعرض بإجبار أصحاب المكتبات بالسورعلي توقيع إقرارت بعدم المتاجرة بالكتب المزورة وإلا فستلغي مشاركته بالمعرض. ويقول أحمد الجوهري صاحب مكتبة الجوهري بسور الأزبكية، إن الإقبال علي المعرض في العام الماضي كان أفضل كثيرا لأن الأجواء كانت أهدى من هذا العام الذي يعصف بالسور بسبب الأحداث السياسية المشتعلة -بحسب قوله- وعن سبب الأزمة بين السور واتحاد الناشرين يوضح الجوهري أن السبب الرئيسي للمشكلة؛ سرقة أحد بائعي الكتب من خارج السور كتاب لمحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين السابق وتصويره وبيعه لأصحاب المكتبات بالسور قبل أن يسوق بدور النشر الكبيرة ولذلك اتهم السور ظلما بأنه بؤرة فساد. " التنظيم سييء جدا" بهذا الوصف تحدث الناشرين العرب عن تنظيم المعرض حيث يقول " منيف ملحم" صاحب دار تموز السورية إن تنظيم المعرض هذا العام سييء جدا ويجعل الجمهور يعزف عن الحضور، وعن حركة البيع يؤكد: "لا يوجد شيء مبشر، لأننا مرتبطين باستقرار الأحداث السياسية في مصر ولكني أراها متصاعدة ومتوترة، ولذلك أفضل الرحيل إلي بلدي". ويتفق معه الناشر التونسي" عماد العزالي" صاحب دارالمتوسطية للنشر الذي يقول إن التنظيم سييء لعدم وجود خريطة إرشادية بالمعرض لإرشاد الجمهور للأماكن التي جاءوا إليها، مضيفًا "العشوائية هي السمة الغالبة علي المعرض هذا العام". ويري حسين أحمد بدار -نهضة مصر- أن أوضاع المعرض هذا العام لا تختلف عن العام الماضي، مشيرًا إلي الإقبال الكبير علي شراء الكتب السياسية وخاصة "سر المعبد" لثروت الخرباوي. Comment *