عقد اتحاد الأثاريين العرب مؤتمره العلمى بالتعاون مع قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة الأزهر مساء أمس الثلاثاء بمبنى المجلس الأعلى للثقافة بالأوبرا حيث شارك فيه عشرات من العلماء والمتخصصين. وصرح الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام الاتحاد العام للأثاريين العرب بأن تداعيات ثورة يناير فى ظل غياب أمنى وإندساس عناصر مخرّبة بين المتظاهرين السلميين أدت لضياع كنوز أثرية وتراث عمرانى لم تشهده مصر فى أى فترة من فترات تاريخها المجيد جاء ذلك فى الندوة العلمية الذى نظمها الاتحاد العام للأثاريين العرب بالمجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا مساء الثلاثاء 23 يناير بالتعاون مع الجهاز القومى للتنسيق الحضارى ووزارة الدولة لشئون الآثار وقسم العمارة بكلية الهندسة جامعة الأزهر. وأكد الدكتور محمد الكحلاوى أمين عام الاتحاد العام للآثاريين العرب على أن ما تتعرض له آثار مصر من تدميرمن تداعيات ثورة يناير يمثل كارثة بكل المقاييس بعد حرق مجلس الشورى والمجمع العلمى ومبنى مصلحة الضرائب ونهب كنوز قصر قازدوغلى (مدرسة على عبد اللطيف) بميدان سيمون بوليفار والسطو على مخازن الآثار بالشرقية والجيزة وتدمير الآثار الإسلامية النادرة ببولاق أبو العلا والتعدى على آثار دهشور ومعظم المواقع الأثرية وعمليات الحفر غير المشروعة والبناء دون ترخيص بجوار المواقع الأثرية وكل هذا فى ظل وجود وزارة دولة لشئون الآثار بدون موارد بل وتلزمها الدولة بدفع 20% من إيرادها للدولة فى ظل كساد سياحى مما ينعكس بالسلب على الآثار لعدم وجود موارد لحمايتها وكل هذا يذكّر بما حدث بالعراق مع الاختلاف بأن آثار العراق دمرتها جيوش الاحتلال وآثار مصر يدمرها المصريون أنفسهم وطالب بترميم البشر قبل ترميم الحجر وطالب محافظ القاهرة بإيجاد حل عاجل لسور مجرى العيون الذى تحول لمقلب ضخم للقمامة مما يهدد الآثار بالدمار. ويضيف د. ريحان بأن الندوة كشفت عن جريمة سرقة قصر قازدوغلى باشا بميدان سيمون بوليفار فى تظاهرات نوفمبر الماضى وهو القصر الذى أنشأه قازدوغلى باشا عام 1900 وأثثه بأفخم الأثاث الذى نفذته مؤسسة أنطون كريجر بباريس عام 1917 والتى فرشت عدة قصور بمصر منها قصر فاطمة هانم شاهين حفيدة سليمان باشا الفرنساوى بجاردن سيتى وصمم القصر المهندس إدوارد ماتسك النمساوى الأصل وقد سرقت من القصر دواليب كاملة من خشب البندق الأحمر المطعم بالصدف وسن الفيل وتجاليد الحوائط والأعمدة الخشبية المذهبة والمطعمة بالزمرد والياقوت ولوحات فنية نادرة ونهبت مكتبته وسرقت المدفأة الرخام وقطع زخرفية من النحاس المذّهب ومحتويات غرفة الاجتماعات ومرآة بلجيكى كما سرقت درجات السلم الرخامى فى المدخل الرئيسى للقصر ومحاولة لسرقة الباب الحديدى وفشلوا لضخامته. ويشير د. ريحان إلى أن الجهاز القومى للتنسيق الحضارى قدم 37 بلاغاً للنيابة العامة عن تدمير مبان أثرية منذ عام 2009 وحتى الآن ولم تبدأ النيابة فى التحقيقات إلا فى بلاغ واحد كما طالب كل محافظة بتشكيل لجنة لحصر المبانى التراثية بها ليصدر بها قرار رئيس مجلس وزراء ورغم ذلك فهناك 11 محافظة لم تقم بهذا الحصر حت الآن كما قام الجهاز بعمل بروتوكول تعاون مع اليونسكو أسفر عن وضع أسس ومعايير لحدود القاهرة التاريخية التى سجلت تراثًا عالميًا دون خارطة حدودية وتم إدخال المقابر الأثرية ضمن حدودها وسيعلن عن إتمام الحدود النهائية من مركز التراث العالمى بمؤتمر صحفى فى مارس القادم. ويضيف د. ريحان أن توصيات الندوة تضمنت المطالبة بمسح ميدانى لكل المواقع الأثرية المتضررة من تداعيات الثورة وكذلك أعمال التعدى على الآثار قبل الثورة وإصدار مرسوم رئاسى بإزالة كافة التعديات حتى ولو تطلب ذلك تدخل الجيش وإنشاء قطاع أمنى خاص بالإزالة الفورية للتعديات على المواقع الأثرية والمخازن والمتاحف وتحديد الجهة التى تشرف على الآثار لإنهاء وضع الإشراف المزدوج على المساجد الأثرية التابعة للأوقاف والذى تسبب فى سرقات العديد من المساجد الأثرية ومشاركة خبراء ترميم الآثار فى أى مشاريع لترميم الآثار. كما أوصت الندوة بعدم الاعتماد على شركات مقاولات تفتقر إلى الخبرة فى ترميم الآثار وتنمية وتطوير المواقع الأثرية بمشاركة فعلية للمجتمع المحيط بالآثار وإشراك المجتمع المدنى فى الحفاظ على الآثار وتوفير الإمكانات المادية والبشرية المؤهلة لإدارة التعديات بوزارة الآثار وإنشاء موقع إلكترونى للتعريف بالآثار المفقودة والمسروقة وتدريس مادة آثار منذ المرحلة الابتدائية والتنسيق بين الجهات المختلفة للحفاظ على الآثار ومطالبة الشباب بتكوين دروع بشرية لحماية الآثار من العناصر الفاسدة المندسة بين المتظاهرين وزيادة برامج التوعية بقيمة الآثار وكيفية حمايتها بالإعلام المصرى ووضع قضايا الآثار وحمايتها ضمن الأولويات الواجب التصدى لها بخطط فعلية وفاعلة. Comment *