كتب روبرت فيسك في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن الجزائر ومالي تبدو وكأنها نسخة جديدة من التدخلات الغربية السافرة التي حدثت في وقت سابق. وقال فيسك: إننا نغضب ليس من أجل مذبحة يروح ضحيتها أبرياء؛ ولكن لأن الرهائن قتلوا ذوو العيون الزرقاء "الغربيين" وليس أصحاب العيون السوداء "العرب". وانتقد فيسك التفرقة في الصحف الغربية حول هوية الضحايا، فإذا كان ضحايا انفجار الهليكوبتر جزائريين سيكتبون "عواقب مأساوية" للغارة، ولكن عناوين الصحف توقفت حول شجاعة وكفاءة رجال الإنقاذ الجزائريين، بالإضافة إلى لقاءات مع الأسر الغربية. وأضاف فيسك أن "العنصرية" ليست الكلمة المناسبة لذلك، واستشهد بما فعله جورج بوش وبلير عندما غزوا العراق، حيث لم يأبهوا لقتلى العراقيين، أو كما قال جورج بوش "ثلاثون ألفا أكثر أو أقل من ذلك" أما فيما يتعلق بموتاهم فهم يعرفون العدد الدقيق 4486 من العاملين بالجيش الأمريكي قتلوا في الحرب. وانتقد فيسك اهتمامات الصحف الفرنسية التي تجاهلت تفاصيل قتلى الجنود النيجريين أو قتلى الجنود الماليين، ولن تكون هناك تفاصيل عن تضحياتهم في الحرب. والمقابلات التي اقتصرت عليها الصحف الفرنسية وفقا لفيسك كانت حول القوات الفرنسية في مالي ومقابلات مع أقاربهم وإحصاءات الجرحى. وأشار فيسك إلى أن ما يحدث في الشرق الأوسط وكأنه طبعة جديدة سافرة من التليفيزيون لتدخلات الغرب التي وصفها باللامعقولة في أجزاء أخرى من العالم، وتساءل حول المدة التي ستقضيها القوات الفرنسية في مالي، الفرنسيون يقولون أنهم سيقون هناك لعدة أسابيع فقط، هكذا يقول هولاند ورفاقه، ولكن، يقول فيسك: أليس هذا ما قالته القوات البريطانية عندما ظهرت للمرة الأولى في شوارع أيرلندا الشمالية، ثم أمضى عقود هناك من القتال؟ وأليس هذا ما قاله الإسرائيليون عندما ساروا إلى لبنان في عام 1982 وظلوا لمدة 18 عامًا؟ والأمر نفسه في أفغانستان. وسأل فيسك صديقه الذي كان في الفيلق الفرنسي، لماذا دولته الآن في مالي؟ وأجابه أنهم يقولون أن الإسلاميين وصلوا إلى باماكو، وهناك وضع طالبان في كابول، الدولة وقعت في أيدي المتطرفين، ولكن أنا نفسي لا أفهم، فمالي، يكمل صديقه الفرنسي، دولة مصطنعة والتي يرفض سكانها الشماليون حكومة السود في الجنوب، وغالبية سكان الشمال من الطوارق، إنها القبلية بقناع إسلامي في شمالها، والآن، يتساءل صديق فيسك الفرنسي، كيف ندخل أنفسها في هذه الفوضى؟ وأشار فيسك أيضا إلى شخصية مختار بلمختار التي تنتقده فرنسا وهذه حقيقة تجاهلتها لندن تحت مسمى الحروب على الإرهاب، حيث لها الأسبقية على الرأي المحلي الجزائري، باعتبارها رمزا للإذلال الجزائري على يد المستعمرين السابق للبلاد. وقال فيسك في النهاية إنه يشم رائحة الجنون الاستعماري بطرازه القديم؟ وأن عناوين الصحف اليومية تتشابه مع العناوين في الفترة بين 1954 حتى عام 1962 في الجزائر، ويختم فيسك مقاله في الاندبندنت "أنا أعدكم، فرنسا لن تنتصر في تلك الحرب". Comment *