قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، إن مصر تواجه خطر التعرض لصدمة اقتصادية كبري، مشيرة إلى أن اعتماد خفض الدعم وتدابير التقشف الأخرى المتعلقة بقرض صندوق النقد الدولي هو مغامرة خطيرة في بلد مثل مصر. وأضافت أنه فى الوقت الذي مصر في حاجة ماسة إلى قرض 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، إلا أن الحصول عليه يحتاج من الرئيس محمد مرسي خفض الدعم واعتماد تدابير تقشف اخرى من شأنها أن تؤدي إلى تآكل مستويات المعيشة الهشة بالفعل لملايين من الفقراء المصريين. ولكن إذا أحجم مرسي عن فعل هذا، فإن احتياطيات مصر من العملة الاجنبية سيستمر استنزافها والجنيه المصري سوف يستمر في الهبوط مما يؤدي إلى الاضرار بقطاع الاعمال ورفع تكاليف الدعم الحكومي على الخبز والوقود الذي يعتمد عليه الملايين من المصريين الفقراء. وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه في كلتا الحالتين، مصر تواجه خطر التعرض لصدمة اقتصادية كبرى بعد تدهور الاقتصاد بشكل تدريجي على مدى العامين الماضيين. وفي حين أن مقترحات صندوق النقد الدولي تأتي مع أفكار حول أفضل السبل لاستهداف السلع المدعومة نحو الاشخاص الأكثر احتياجا، فانه سيكون هناك حاجة لوضع آليات رصد جديدة معقدة بدلا من اتباع البيروقراطية المصرية. وأشارت الصحيفة إلى أن ما هو أكثر من ذلك يتمثل في أن الحكومة المصرية هي المستورد الأكبر للقمح في العالم، وطوابير الانتظار للحصول على الخبز المدعم التي تنتشر في كل مدينة مصرية هي دليل على مدى اعتماد الكثير من المصريين على الدعم الحكومي. في حين انه في كل مرة تنخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار، فإن تكلفة هذا الدعم ترتفع وتزيد جهود الحكومة بصورة أكبر، كما أن الانخفاض الشديد في احتياطي النقد الأجنبي في البنك المركزي يعكس ارتفاع تكاليف الواردات والجهود المباشرة لدعم العملة. لكن أوضحت الصحيفة أن هذه الجهود لم تفعل أي شيء لوقف تدهور العملة. وفي السياق ذاته، قالت "كريستيان ساينس مونيتور"، إن خفض الدعم هو دائما أمر خطير في بلدان مثل مصر. قبل ثورة 25 يناير التي كانت في بعض النواحي يقودها اسباب إقتصادية، شهدت مصر أكبر اضطرابات في البلاد عام 1977 عندما خفض الرئيس أنور السادات الدعم الحكومي على المواد الغذائية، خرج مئات الآلاف من المصريين الغاضبين إلى الشوارع مع أعمال الشغب والعنف في عدة مدن مصرية مما أدى إلى تراجع الرئيس السادات عن قراره بعد ثلاثة أيام. والحال نفسه ايضا حدث مع مرسي، ففي أوائل ديسمبر أعلن عن مجموعة من الزيادات الضريبية التي يعتقد كثير من المصريين انها ضمن شروط قرض صندوق النقد الدولي وتراجع عن قراره في غضون يوم واحد. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن صندوق النقد الدولي يجب أيضا أن يتذكر حالات خفض الدعم المطلوب التي أدت إلى أعمال شغب وعدم استقرار سياسي، فعلى سبيل المثال إصرار صندوق النقد الدولي على خفض الدعم في اندونيسيا أدى إلى تدهور شديد في معيشة الملايين من الفقراء والعمال والفلاحين مما أثار اعمال عنف وشغب دفعت الاقتصاد إلى حالة من الفوضى وأطاحت بالدكتاتور "سوهارتو" من السلطة. Comment *