بالرغم من تباينٌ واختلاف الاتجاهات بين النظام الحالي للرئيس محمد مرسي ونظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ، إلا أن عاملًا مشتركًا ظل يربط النظامين اللذين يفصل بينهما "ثورة" .. إنها آلية تولية المناصب . "أهل الثقة" ، شعار كلًا النظامين في تعيين مرؤسيهم ، وإذا كان لكل منهما طريقة في تطبيق هذا المبدأ فإن كلاهما تسبب في خراب البلاد وإهدار حقوق العباد ، فنظام مبارك طبق طريقة أهل المصالح ونظام الأسر فالوزير "الفلاني" تجمعه دومًا صلة قرابة بوزير آخر ، أما نظام مرسي الإخوان فطبق طريقة أهل الثقة بشكل آخر فانغلق على محور جماعة الإخوان المسلمين والمتحالفين معهم دون النظر إلى "أهل الكفاءة" . "البديل" ترصد في سياق هذا التحقيق رؤية تحليلية من الخبراء والسياسيين . الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح مرشح الرئاسة السابق ، ورئيس حزب "مصر القوية" أتهم الرئيس المصري محمد مرسي بعدم الشفافية في اختياراته والتسرع في قراراته، واصفًا أدائه بالمهتز والضعيف لأنه بدأ رئاسته بتغليب مبدأ أهل الثقة على حساب أهل الخبرة . وقال أبو الفتوح إن التنبؤ بملامح أي حكومة جديدة يعد "ضربًا للودع" بسبب غياب معايير موضوعية في اختيار الوزراء كما كان الحال عند اختيار حكومة هشام قنديل. وأكد أبو الفتوح، أن جماعة الإخوان المسلمين "تتخلى عن الدعوة وبالتورط في المنافسة الحزبية حتى تحولت خصمًا سياسيًا وأحد المتسببين في حالة الاستقطاب الخطيرة التي تشهدها مصر الآن".. مضيفًا أن مصر حاليًا في حاجة إلى أفعال ملموسة على الأرض . المحلل السياسي أحمد شرف يرى أن النظام السابق "مبارك والحزب الوطني" كانت تحكمه تجمع مصالح أو جمعية منتفعين تخلو تمامًا من موقف أيدلوجي منظم سياسيًا واجتماعيًا هذا النظام قائم على النهب والسلب وهو عبارة عن نظام أسرى تربطه العلاقات أما النظام الحالي "مرسي الإخوان المسلمين" فمرتبط بأيدلوجية جماعة مغلقة تعامل الجميع بطريقة الإنعزال وهو نمط جماعة سياسية تخلو من أي تعطف تجاه الشارع والمواطنيين ولا تسعى لذلك لهذا لم تكشف عن مواقفها في الإقتصاد والسياسية والمشاكل الاجتماعية . وتابع أشرف أن هذا الإنغلاق ليس وليد اللحظة ولكنه مستمر منذ إنشاء جماعة الإخوان المسلمين لهذا فهي تختار المنصب على أساس محاور ثلاثة المحور الأول المنضمون إلى صفوفها وهم بالطبع أهل ثقة ، والمحور الثاني القوى المتحالفة معها والتي تتوافق معها في الفكر الانعزالي وتستخدم الدين من أجل الترويج لأفكارها ، أما المحور الثالث فريق لم يقف على مسافة واحد ولم يقم بمهاجمة الجماعة .. وتعتبر هذه هي الدوائر الثلاثة التي يختار منها الإخوان . وأكد أشرف أن تأثير هذا النظام في اختيار المناصب يجعل الدولة في انهيار تام وعليك أن ترى ماذا حدث في الأيام السابقة لمصر تراجع في السياسة والإقتصاد والخدمات وغياب الأمن وفقدانه . من جانبه ، قال الدكتور عمار علي حسن "الباحث السياسي" إن الرئيس محمد مرسي فضّل أهل الثقة عن الخبرة والدليل على ذلك تكليفه للدكتور هشام قنديل. وقال إن رئيس حكومة مرسي "إخواني مستتر" وإن اختياره جاء ليكون مرسي ممسكًا بالعصى من المنتصف ويقدمه للإخوان على أنه واحد منهم، وللقوى السياسية والثورية والشارع المصري على أنه شخصية من خارج الإخوان والأحزاب السياسية ، مضيفًا أنه كان يفضل اختيار شخصية ذات خبرة عميقة في السياسة والإدارة. وقال عمار إن الإخوان لا يثقون في أحد وإنهم دخلوا في صراع مع المجلس العسكري على السلطة خلال الفترة الماضية ، لذا من المؤكد أنهم سيختارون شخصًا منهم لتولي رئاسة الحكومة. وأكد محمود غلاب نائب رئيس تحرير جريدة الوفد أن صار حكم الإخوان على نهج النظام السابق فى الدفع بأهل الثقة لتولي المناصب القيادية بالدولة، وعلى طريقة الفنانة القديرة سهير البابلي في مسرحية ريا وسكينة عندما غنت "نسبنا الحكومة وبقينا حبايب" بعد ارتباطها بالشاويش عبدالعال، جاء تعيين المحافظين الجدد والقياديين في الجهاز الإداري وأعضاء المؤسسات التي شكلها مجلس الشورى. وكشف غلاب عن أن الصحف قدمت تغطيات مختلفة عن الأسرار الخفية لهذه التعيينات التي رجحت الانتماء للإخوان على الخبرة ومناسبة الشخص للمنصب حيث تناولت نفي قرابة محافظ المنوفية الجديد الدكتور محمد علي بشر لزوجة الرئيس محمد مرسى، وأعلن حزب الحرية والعدالة أن "بشر" تربطه علاقة نسب مع الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، إن الدكتور أسامة الحسينى رئيس "المقاولون العرب" إخواني من عائلة عسكرية، وإنه صديق الدكتور مرسي رئيس الجمهورية وتزاملا فى كلية هندسة الزقازيق بالإضافة إن الدكتور محمد صفوت عبدالدايم أمين عام مجلس الوزراء كان مشرفًا على رسالة الدكتوراه للدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء. علاقات النسب السياسى. وأشار غلاب إلى أن تقديم أهل الثقة على أهل الخبرة ليست وليدة هذه الفترة، فترة حكم الإخوان، فقد ذاعت خلال حكم مبارك، حيث اجتمع وزراء أقارب في حكومة واحدة، وتزاوج المال بالسلطة ، وحاليًا هناك علاقة نسب بين رئيس مجلس الشورى ورئيس الجمهورية بدأت قبل وصول الإخوان للحكم، وعلاقة نسب حديثة جمعت عائلة الكتاتني مع المجلس العسكري، وصاحبتها انتقادات حادة عنوانها "الإخوان ناسبوا العسكري" رغم أنه لا توجد مشكلة في هذا التقارب العائلي الذي يجب أن يبقى بعيدًا عن السياسة. Comment *