يبدأ الدكتور هشام قنديل, رئيس الوزراء المكلف برئاسة مجلس الوزراء, مشاوراته لتشكيل الحكومة الجديدة اليوم الأربعاء, ويدرس قنديل الملفات الخاصة التي تسلمها خلال مقابلة الدكتور محمد مرسي والخاصة بترشيحات الأحزاب والقوي السياسية والائتلافات والحركات وغيرها حول رؤيتهم وترشيحاتهم لمن سيحمل الحقائب الوزارية. في غضون ذلك اثار قرار الدكتور محمد مرسي تكليف الدكتور هشام قنديل وزير الري في حكومة تسيير الأعمال بتشكيل الحكومة الجديدة, موجة من الخلاف ما بين مؤيد لقرار الرئيس ومعارض له, ففي الوقت الذي اعتبره المؤيدون قرارا صائبا وطلبوا منح الرجل فرصة لإثبات جدارته بالمنصب ومعاونته في المهام الموكلة إليه, رأي المعارضون أن القرار جاء صادما وبرروا ذلك بأن قنديل لا يملك أي خبرات تؤهله لرئاسة الحكومة في تلك المرحلة الفاصلة. وسعت مؤسسة الرئاسة إلي طمأنة الجميع بأن الحكومة الجديدة ستضم في تشكيلها وزراء من جميع القوي الوطنية, وبحسب ياسر علي القائم بأعمال المتحدث الإعلامي باسم رئيس الجمهورية, فإن اختيار جميع الوزراء في الحكومة الجديدة من اختصاص الدكتور هشام قنديل وبالتشاور مع الرئيس محمد مرسي. وعلي الصعيد الحزبي بدا الخلاف واضحا بين الأحزاب حول قرار تسمية قنديل رئيسا للحكومة, فحزب التجمع انتقد الرئيس واعتبره وضع نفسه ورئيس حكومته الجديد في قبضة المقطم, في اشارة إلي مقر جماعة الإخوان المسلمين, وفق ما قاله الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب. أما حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي فرأي أن قنديل ليس شخصا تكنوقراط وانما ينتمي لتيار الإسلام السياسي, وقال الدكتور عماد جاد عضو الهيئة العليا للحزب: إن مكتب الارشاد هو رئيس الوزراء الفعلي, فيما وصف باسل عادل عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار القرار بالصادم مؤكدا أن الاختيار لم يأت بحجم الطموحات والتوقعات لحكومة25 يناير حسب قوله. ولم يمانع حزب الوفد في تشكيل حكومة جديدة من جماعة الإخوان وقال حسام الخولي السكرتير العام المساعد للحزب: إن المحاسبة ستكون لرئيس الجمهورية وليس لرئيس الوزراء, بينما رحب حزب الحرية والعدالة وقال: قنديل شخصية وطنية وسنتعاون معه, فيما دافع نادر بكار المتحدث الرسمي باسم حزب النور عن لحية قنديل بقوله إذا لم تستح فاصنع ما شئت. وعلي الصعيد الثوري تباينت ردود الأفعال بشأن القرار واعتبرت حركة ائتلاف ثوار مصر أن الرئيس لم يلتزم بتعهداته للقوي الوطنية, وابدت حركة6 ابريل( جبهة أحمد ماهر) تخوفها من تكرار تجربة عصام شرف, بينما اعتبرت الجمعية الوطنية للتغيير أن اختيار هشام قنديل كان مفاجأة بكل المقاييس. من جانبه أكد الدكتور عمار علي حسن الباحث السياسي أن الدكتور محمد مرسي فضل أهل الثقة علي أهل الخبرة واختار هشام قنديل لرئاسة الحكومة وقال ان مرسي يريد باختيار قنديل أن يمسك العصا من المنتصف ويقدمه علي أنه واحد منهم. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن تكليف قنديل برئاسة الوزارة جاء مخيبا لآمال المستثمرين الذين كانوا يأملون في اختيار خبير اقتصادي وسارت الواشنطن بوست الأمريكية علي نفس المنوال قائلة: إن الاختيار فجر حالة من الحيرة في الشارع المصري وقالت فاينانشيال تايمز: إن رئيس الجمهورية واجه ضغوطا كبيرة في اختيار رئيس الوزراء.